في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. حكايات جبر الخواطر بقصر الاتحادية
"خلوا بالكم على البلد يا ولاد".. كلمات بسيطة كبيرة المعنى، قالتها عجوز، قاربت على عامها المئة إلا قليل، في صورة وصية من كهل بلغ من العمر أرذله، لأبنائه.
في عام 1923، بقرية منية سندوب، الصغيرة، التي تقع على أطراف المنصورة مدينة الجمال -كما يطلق عليهاـ وصلت الحاجة زينب مصطفى، إلى الدنيا.
ابنة منية سندوب، لم يكن حالها أفضل بكثير من بنات جيلها، في ذلك الزمان البعيد، فلم تتلق تعليمًا راقيًا، يؤهلها لآن تصبح قيادة نسائية، أو حتى موظفة بسيطة بالوحدة المحلية، في قريتها.
القدر وحُب زينب مصطفى، لهذا البلد، جعل منها أيقونة عطاء وعشق للوطن غير مشروط، وبين ليلة وضحاها عام 2014، تحول اسمها إلى "تريند" يبحث عنه رواد مواقع "السوشيال ميديا" والمنصات الإخبارية.
الجميع تسابق للحصول على معلومة عن تلك العجوز، التي استقبلها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر الرئاسة بقصر الاتحادية، وإجابة عن سبب تكريمها من الرئيس، في لفته إنسانية بديعة.
"القرط الذهبي" كان كلمة السر، والإجابة الوافية الكاشفة للسائلين عن هوية الحاجة زينب، بعد الإعلان عن تأسيس "صندوق تحيا مصر"، ودعوة الرئيس السيسي المصريين؛ للتكاتف للخروج من المحنة الاقتصادية في ذلك الحين.
عدد كبير من المواطنين تسابق للتبرع للصندوق، لدعم البلد اقتصاديا، ومن بينهم الحاجة زينب، التي لم تجد أفضل من "قرطها الذهبي" لتتبرع به، فهو ثروتها ورأس مالها، وما ادخرته في سنوات عمرها.
"سيدة الحلق"، كما أُطلق عليها إعلامياً، ذهبت مع ابنها للبنك، للتبرع لصندوق "تحيا مصر"، لكن الموظف رفض تبرعها، وأخبرها بأنه: “لا تقبل إلا التبرعات المالية”، ومن ثم باعت قرطها، وعادت لتتبرع بثمنه.
كرائحة الورد في البساتين، انتشرت حكاية "سيدة الحلق"، ليصل صيتها إلى قصر الاتحادية، فيستقبلها رئيس يحمل في قلبه كل معاني جبر الخواطر، ويطلب لقاء بطلة الحكاية، ليشكرها على كرمها، ويكَّرمها بتحقيق أمنيتها، في زيارة بيت الله الحرام، على نفقته الخاصة.
فصول تلك القصة الإنسانية، انتهت في صباح شتوي من العام الجاري، بنعي رسمي من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من الشخصيات العامة، لسيدة عشقت بلدها، فكرَّمها وطنها.
حكايات "جبر الخواطر" تحت قبة قصر الاتحادية، لم تنته منذ أن بدأت، بتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، سِدة الحكم.
"قال لي أتمنى.. وممكن تكونين ضيفتي بمؤتمر الشباب القادم".. بهذه الجملة لخصت مروة عجلان -المعروفة إعلاميا بـ"فتاة التروسيكل"- الوجه الإنساني للرئيس.
فتاة في مُقتبل العمر، تسكن أرض طيبة أو مدينة الأقصر، لكنها لا تعيش مثل حياة من هُن في مثل عمرها، وأبسط حقوقها أن تنادى باسمها الأنثوي المحرومة منه.
الجميع كانوا ينادونها بـ"مروان"، منذ بدء عملها في أحد الأفران قبل 15 عاما، ثم الانتقال للعمل بمقهى، أعقبه العودة للعمل أمام صهد ونار الأفران، ثم الاستقرار كسائقة "تروسيكل" بيومية 20 جنيها.
"فتاة التروسيكل" رُغم كل ما تعرضت له من مصاعب لترفع العبء عن كاهل شقيقاتها - فهي العائل لهم- إلا أنها نصحت الشباب بالعمل وتحصيل العلم.
صبرها وبسمتها ورضاها التي ظهرت بهم في فيديو على "السوشيال ميديا"، كفلوا لها أن طلب الرئيس السيسي، لقائها في قصر الاتحادية فورا.
حكاية مروة عجلان، المُفعمة بكل تفاصيل الإنسانية، اكتملت أركانها بعدما ظهرت بملابس عملها البسيطة، في الصالون الرئاسي، إلى جوار الرئيس، متحدثة بمنتهى العفوية، وإصرار الرئيس في نهاية اللقاء، على أن يوصلها بنفسه إلى باب السيارة، ويودعها وكأنها شخصية رسمية.
حكايات- جبر الخواطر- من الرئيس، لم تقف خلف أبواب قصر الاتحادية، بل تخطته فبعد فوزه في الانتخابات عام 2014، خرج المصريين للشوارع، احتفالا بانتصار إرادتهم التي عبروا عنها في صناديق الاقتراع، ومن بين الملايين الذين نزلوا للاحتفال بالشارع، فتاة لقبت إعلاميا بـ"فتاة التحرير".
الفتاة المصرية الجميلة - للأسف - تعرضت للتحرش بالميدان، وتم تداول فيديوهات الواقعة عبر مواقع "السوشيال ميديا"، مصحوبة بالغضب والاستنكار.
الرئيس السيسي وانطلاقًا من مواقفه الإنسانية المتكررة - كعادته رجل أفعال - فاجأ الفتاة التي ترقد بإحدى مستشفيات القاهرة، حاملاً بوكيه ورد؛ ليطمئن بنفسه عليها، ويقدم لها الاعتذار، و"يطبطب" على كتفيها ويعدها بأخذ حقها، ومحاسبة الجناة، وهو ما حدث بالفعل، في 11 يونيو 2014.
الطفل المعجزة، عبد الله عمار، لم يكن بعيدًا عن اهتمام الرئيس الإنسان، حيث كرمه مرتين، الأولى كانت في 2016، تقديرا له لحفظه القرآن الكريم في 3 شهور ونصف، والمرة الثانية في يونيو 2018، لحصوله على المركز الأول في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم، التي أقيمت بالقاهرة، ومنحه مبلغا كبيرا، وشهادة تقدير.
"عندما توجهت نحو الرئيس ضمّني إلى صدره كثيرا، بمشاعر محبة صادقة، وقال لي أنا دائما مرزق بيك يا عبد الله"، يقول عبد الله - الذي فقد بصره- مضيفًا أن الرئيس دعا له “ربنا يوفقك وتفضل محافظ على تفوقك وتبهر الجميع”.
الطفل الذي حفظ القرآن الكريم، في 3 أشهر ونصف، يعشق إذاعة القرآن الكريم، ومن خلالها تعلق قلبه بالقرآن الكريم، ويعشق شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ويعتبره مثله الأعلى، كما أنه يحفظ أيضا كلمات وخطب الرئيس السيسي، عن ظهر قلب، وخاصة خطابه في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وتمنى كثيرا لقاء الرئيس، وخاصة يوم افتتاح قناة السويس الجديدة.
وحددت الأمم المتحدة، 19 أغسطس، يوما عالميا للعمل الإنساني، تزامنا مع تاريخ وقوع هجوم إرهابي وحشي بمقر الأمم المتحدة في بغداد، يوم 19 أغسطس عام 2003.
التفجير أدى إلى مقتل 22 شخصا، بينهم مبعوث الأمم المتحدة، سيرجيو فييرا دى ميلو، وبعد 5 سنوات، اتخذت الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قرارا باعتماد 19 أغسطس، يوما عالميا للعمل الإنساني.