الرئيس أشرف غني.. قطعة البازل المهمة تعيد رسم الخريطة السياسية لأفغانستان
الرئيس أشرف غني الهارب من أفغانستان، ظهر أخيرا ليقول كلمته من الإمارات التي استضافته "لاعتبارات إنسانية" ويبرئ نفسه من تهمتين: الأولى سرقة الأموال وتكديسها في الطائرة التي نقلته خارج البلاد وفق مصدر في السفارة الروسية، والثانية: خيانة أفغانستان بوصفه أول المغادرين بعد سقوط كابول في أيدي عناصر حركة طالبان، إلا أن اللافت من ظهور الرئيس أشرف غني هو العثور على قطعة البازل المهمة في لوحة الدولة الأفغانية التي بدأت تتشكل من جديد.
نفى الرئيس أشرف غني أن يكون قد حمل معه أية أموال، قال إنه ترك البلاد بأياد فارغة، وأنه اضطر للمغادرة حتى يجنب بلاده إراقة الدماء، في الوقت الذي تحدث عن مؤامرة لاستهدافه، بينما كان التصريح الأهم هو أنه يقوم بإجراء مشاورات مع من وصفهم بآخرين إلى حين عودته إلى مقر الرئاسة في البلاد، ولم يحمّل أشرف غني القوات الحكومية مسؤولية سقوط كابول، بل "الساسة".
قطعة البازل الأخرى المهمة كانت ظهور نائبة الأول آمر الله صالح عبر الفضاء الإلكتروني وهو ينصب نفسه رئيسا شرعيا للبلاد بعد هروب الرئيس أشرف غني، وفقا للدستور الأفغاني، كتب آمر الله صالح على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة تويتر يقول " إنه طبقا لدستور أفغانستان "في حالة غياب أو هروب أو استقالة أو وفاة الرئيس، يصبح نائب الرئيس هو الرئيس المؤقت للبلاد"، ويطالب الشعب بالوقوف إلى جواره لمقاومة حركة طالبان التي وصفها بـ"الإرهابية".
أكد آمر الله صالح أنه يتواجد على الأراضي الأفغانية، ويتواصل مع القادة من أجل "تأمين دعمهم وحمايتهم"، ما يؤكد أن اللعبة لم تنته بعد وأن الأيام القادمة سوف تشهد تطورات ‘على الأرض إن لم تكن على المستوى السياسي الذي بات مرهونا بالدول الكبيرة والتي تشير التصريحات الأولية لها على الاستسلام للوضع الراهن والتعامل مع حركة طالبان باعتباره الحاكم الجديد في الدولة الأفغانية، ومن ثم التعاون مع رئيس من الحركة وليس الرئيس أشرف غني الذي يقيم الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن جانبها فقد بدأت الحركة التعامل مع الإعلام الخارجي، من أجل بث رسائل مطمئنة تشير إلى احترامها للمرأة وحقوق الإنسان، إلا أن الكلام ليس هو ما يريده المجتمع الدولي ولكن الفعل هو أساس الحكم على الحركة.