فيصل ندا.. قصة كاتب شاهد بنات الملك فاروق في حمام السباحة
فيصل ندا غادر الحياة اليوم بعد مسيرة حافلة من العطاء الفني قدم فيها للمسرح والسينما العديد من الأعمال الخالدة التي سوف تظل علامات بارزة في تاريخ الفن المصري، وشهادات تفوق للكاتب فيصل ندا الذي استطاع انتزاع الضحكات والدموع من قلوب وعيون الجماهير من خلال مسرحياته الشهيرة وأفلامه السينمائية.
بجوار قصر عابدين كان يسكن الطفل فيصل ندا ما أتاح له رؤية الملك فاروق وبناته من شرفة البيت وهم في حمام السباحة، إلا أن الفرجة على تلك المشاهد لم تستمر كثيرا بعد أن لاحظ الملك من يتلصص عليه فأمر بإخلاء البيوت التي تطل شرفاتها على القصر.
فيصل ندا والملك فاروق
وينتقل فيصل ندا إلى مكان آخر يتلصص عليه، ولكنه ليس قصر الملك، بل مقرا لجريدة الرسالة التي يكتب فيها كبار المبدعين في ذلك الوقت ما جعله يراقبهم وهم يأتون إلى الإدارة ليسلمون مقالاتهم، ويسترق السمع لكلماتهم وحواراتهم.
أما والد فيصل ندا الذي كان يعمل وكيلا لوزارة المالية فسيكون له التأثير الأكبر على ابنه، سواء من حيث الاطلاع والقراءة لأنه يمتلك مكتبة كبيرة ينهل منها فيصل ندا، أو من حيث الدراسة حيث التحق فيصل ندا بكلية التجارة، إلا أن العمل في الحسابات بعد التخرج لم يرض غروره، خاصة وأنه كان عضوا في فريق التمثيل سواء في المدرسة الثانوية أو في الكلية، ما جعله يتجه إلى الفن بكل طاقته.
فيصل ندا والإخوان
أما العامل الثالث في تشكيل فيصل ندا فكان جماعة الإخوان المسلمين التي انضم إليها في الصغر، ما جعله يتعرف على أفكارهم المتطرفة مبكرا، ويكشف أسرارهم وهم يصطحبونه مع رفاقه إلى "المقطم" ليتعلم ضرب النار ويصبح عنصرا مسلحا، حتى حدث ما لم يخطر لفيصل ندا على بال.
وفي حي السيدة زينب وحين كان فيصل ندا يسير مع مرشده قائد المجموعة شاهده وهو يعاكس فتاة في الشارع ليتأكد تماما أنه يمشي في الطريق الخطأ، وأن الإخوان مجرد مجموعة كاذبة تصدر الشعارات للشعب في الوقت الذي لا يطبق قيادتها شيئا منها، إلا أن هذا الأمر كان نقطة تحول في حياة الفتى فيصل ندا، لأنه جعله ينضم إلى فريق التمثيل ويبدأ مشواره الطويل في عالم الفن.
