رؤية السيسي لترتيب أوراق الدولة للارتقاء بمكانتها.. أبرز ما جاء في الصحف
ذكرت صحيفة (الأهرام) أنه كان لافتًا وقوف الرئيس عبد الفتاح السيسي -في كلمته خلال افتتاح المشروعات الإسكانية في مدينة بدر أمس الأول- على مفهوم ترتيب أوراق الدولة، في معرض حديثه عن إجمالي الدعم، الذي بلغ 3 تريليونات جنيه في 10 سنوات، وتأكيده أنه كان يمكن بثلث هذا المبلغ تطوير الريف المصري، وتغيير حياة أكثر من 50 مليونًا من المصريين.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحياتها الصادرة اليوم الاثنين تحت عنوان (ترتيب أوراق الدولة المصرية)- أن ذلك يعني أن بعض أوراق الدولة المصرية لم تكن مرتبة على النحو الصحيح، أو أن ترتيبها على النحو السابق لم يعد مناسبًا للأوضاع الجديدة، وفي ظل أهداف استراتيجية مختلفة، وأن التوزيعة السابقة للموارد طبقت منظومات لم تعد مناسبة لما تواجهه الدولة من تحديات، أو ما تسعى إليه من أهداف.
واعتبرت الصحيفة أن هذا المفهوم الذي أطلقه الرئيس السيسي هو أهم ما يعكس التواصل والاستمرارية في فكره ورؤيته، والذي يبدأ بإدراكه لوضعية الدولة، وعدم الرضا عن حالها، باعتبار أنها -بحالتها السابقة- لم تكن دولة، وإنما بقايا دولة «على حد وصف الرئيس عام 2016 لحال الدولة في 2011»، وهو الأمر نفسه الذي أكده الرئيس أمس الأول، حين أشار إلى أن مصر كانت في وضعية اللادولة، وأن الدولة لم تقدر على أن تسيطر على حالها في كل شيء، واستمرار هذه الحالة لم يكن ليجعل مصر ترتقي إلى دولة ذات شأن في يوم ما.
وأكدت الصحيفة أنه وفي الحقيقة، فإن المحرك الأول لترتيب أوراق الدولة المصرية الآن هو فكر القيادة السياسية، التي لا تبدأ من الشعور بالرضا عن الحال القائم، وإيثار السلامة والبقاء، وإنما تندفع بالأمانة، والمصارحة في التعاطي مع القضايا القومية التي لا يمكن تأجيلها، لأنها قد تصبح قنابل موقوتة لمصر وللقادمين الجدد إلى سدة الحكم، فوفقًا للطريق السهل، الذي ينتهج إيثار السلامة، والبقاء، فإن الهدف كان سينصب على كسب الرضا الشعبي القصير، ولو خصمًا من الرصيد الإجمالي لبقاء الدولة، أما بالنسبة لمنهج المصارحة، والأمانة، أو الطريق الصعب «الذي ينتهجه الرئيس السيسي»، فإن عينه على الأجيال القادمة، وعلى الرصيد الإجمالي لقدرة الدولة وقوتها، بغض النظر عن التكاليف في الأجل القصير.
ورأت الصحيفة أنه وإذا كان من الجائز تصنيف الأهداف الحيوية للدولة المصرية، فإنه يمكن القول إن الرؤية، التي تمسك بها مصر الآن، تمثل الأهداف الاستراتيجية العظمى، وهي الأهداف، التي تعيد مصر إلى حقبة لا تطمح فيها إلى مجرد توفير الحياة لشعبها، وإنما التخطيط الاستراتيجي للارتقاء إلى المكانة، التي تليق بوضعية الدولة والمجتمع، لتحيا مصر أمة عظيمة بين الأمم.