سر الهزيمة السريعة لـ الجيش الأفغاني أمام طالبان
سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الضوء على تهاوي أفغانستان أمام حركة طالبان، متسائلة ما السبب وراء ترنح قوات الدفاع وسقوط عشرات عواصم الأقاليم بيد المتمردين في أسبوع واحد؟!
ونقلت المجلة الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأحد، عن مسؤولين وخبراء قولهم إن "الفساد" هو كلمة السر في هذا المشهد المأساوي، والذي أدى إلى انعدام الكفاءة وتسبب في هزائم الجيش الأفغاني أمام حركة طالبان.
وذكرت المجلة أن الولايات المتحدة وحلفاءها استثمروا مليارات الدولارات في تطوير وتسليح وتدريب الجيش والقوات الجوية والقوات الخاصة والشرطة في أفغانستان، وأنفقت الولايات المتحدة وحدها ما يقرب من 83 مليار دولار، على قطاع الدفاع في أفغانستان منذ عام 2001، في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وأضافت أن حلف الناتو تبرع بأكثر من 70 مليون دولار من الإمدادات لقوات الدفاع الأفغانية، بما في ذلك المعدات الطبية والدروع الواقية من الرصاص، حتى العام الجاري.
واستدركت "فورين بوليسي" قائلة: إن كل ذلك لم يمنع سقوط العشرات من العواصم الإقليمية في يد طالبان خلال أسبوع واحد، بل وبحسب مصادر أمنية وإقليمية، رفضت القوات الأمنية في أربع من تلك العواصم القتال وسلمت مفاتيح العواصم فعليا للمسلحين.
ونسبت المجلة إلى خبراء، القول إن الخطأ لا يكمن في التدريب ولا المعدات المقدمة لأفغانستان، بل في حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غاني وسط الفساد المستشري في وزارتي الدفاع والداخلية إلى جانب الافتقار إلى عامل القيادة والتركيز على المصلحة الذاتية والأنانية.
واستشهدت المجلة الأمريكية ببعض الأمثلة على الفساد الذي يعتري هاتين الوزارتين، قائلة إن بعض عناصر الأمن الأفغاني، في صفوف القتال الأمامية، لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور، إلى جنب سرقة أسلحة وذخائر ومعدات أخرى قبل وصولها إلى الجنود ومن ثم بيعها في السوق السوداء، حيث وصل جزء كبير منها إلى أيدي المتمردين.
وأضافت أن المسؤولين، مثل وزراء الدفاع والداخلية، فضلا عن حكام المقاطعات ورؤساء الشرطة، دائما ما يجري تغييرهم بمعدل يبعث على الانزعاج، ونادرا ما يكون لدى هؤلاء دراية كافية بطبيعة مناطق البلاد.
ونقلت المجلة عن عناية نجفي زاده مؤسس معهد دراسات الحرب والسلام، وهو مركز فكري مقره العاصمة كابول، إن "مسألة الشرعية مهمة جدا"، لا سيما وأن الانتخابات الرئاسية التي أعادت غاني لفترة ولاية ثانية في عام 2020 قد لوثت بالفساد، وهي نقطة أثارها دعاة حركة طالبان.