العلاقات الدبلوماسية الإيرانية الروسية البريطانية على صفيح ساخن بسبب صورة
يبدو الموضوع وكأنه صورة عادية، أو رسمية، أو تذكارية، بين سفيري روسيا وبريطانيا، لدى إيران، لكن الحقيقة والواقع ليسا كذلك، ففي عالم السياسة وحسابات الساسة، الصغيرة كبيرة والعكس صحيح، وهذا ما دلت عليه صورة ظهر بها السفيرين الروسي ليفان جاجاريان، والبريطاني الجديد سيمون شر كليف، وهما يجلسان في الموقع نفسه، الذي جلس عليه زعماء الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا، في مؤتمر طهران الشهير عام 1943.
فمنذ ليلة أمس الأربعاء، وهناك تصريحات دبولماسية شديدة اللهجة، متبادلة بين طهران وموسكو، بسبب غضب إيران من الصورة التي اعتبرتها ووصفتها - في تغريده على الحساب الرسمي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بموقع "تويتر"- بـ"غير لائقة"، طبقا لما ذكره موقع "روسيا اليوم" الإخباري.
وكتب ظريف فى التغريدة: إن "أغسطس 2021 ليس أغسطس 1941.. ولا ديسمبر 1943"، وإن "الشعب الإيراني أظهر.. أن مصيره لا يمكن أن يكون نتيجة قرارات السفارات الأجنبية أو القوى الأجنبية".
لم يتوقف الأمر عند تغريده وزير خارجية إيران، بل امتدت التصريحات إلى رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الذي طالب سفيري بريطانيا وروسيا لدى طهران بالاعتذار "فورا" لما وصفه بـ"تصرفيهما البعيد عن الأدب الدبلوماسي وغير الملائم".
كما دعا وزارة الخارجية؛ لمتابعة الموضوع، واتخاذ "رد دبلوماسي ضروري حازم" في حال عدم اعتذار السفيرين.
بدورها قالت السفارة الروسية بطهران، عبر "تويتر" اليوم الخميس: إنه "نظرا إلى رد الفعل الغامض على صورتنا، نود أن نشير إلى أنها لا تحتوي على أي سياق معاد لإيران، لم نكن ننوي الإساءة لمشاعر الشعب الإيراني الصديق".
السفارة أضافت أن "المعنى الوحيد الذي تحمله هذه الصورة هو الإشادة بالجهود المشتركة للدول المتحالفة ضد النازية خلال الحرب العالمية الثانية، إيران صديقتنا وجارتنا، وسنواصل تعزيز العلاقات على أساس الاحترام المتبادل".
وعلقت على الصورة، عبر حسابها بموقع "إنستجرام" بالقول: "التقى السفير الروسي في إيران ليفان جاجاريان بالرئيس الجديد للبعثة الدبلوماسية البريطانية في إيران، سيمون شيركليف، على طريق السلم التاريخي الذي عقد فيه مؤتمر طهران عام 1943".
الجدير بالذكر أن الإيرانيون يعتبرون مؤتمر الحلفاء عام 1943، نقض لاستقلال بلدهم، حيث عقد في طهران دون التنسيق مع الحكومة الإيرانية، ودخل رؤساء الدول الثلاث إيران من دون علم الشاه محمد رضا بهلوي.