زخة «شهب البرشاويات» تضيء سماء مصر والمنطقة العربية الخميس المقبل
تشهد سماء مصر والمنطقة العربية واحدة من أفضل زخات الشهب في عام 2021 وهي "شهب البرشاويات" والتي ستصل ذروتها من منتصف ليل الخميس المقبل وخلال الساعات قبل شروق شمس الجمعة، حيث يتوقع أن تتساقط هذه السنة بمعدل قد يصل إلى 60 - 100 شهاب بالساعة.
وأكد الدكتور أشرف تادرس الأستاذ بقسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس الإثنين، إن شهب البرشاويات تعد أفضل زخات الشهب السنوية التي ينتظرها الهواة في جميع أنحاء العالم، موضحًا أن أفضل الظروف لمشاهدة زخات الشهب عمومًا يكون من مكان مظلم بعيد تماما عن أضواء المدينة بعد منتصف الليل بشرط صفاء السماء وخلوها من الغبار والسحب.
من جانبه، قال المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، في بيان أصدره أمس، إن البرشاويات تعتبر جيدة دائمًا ففي كل عام تقدم عرضاً رائعًا في سماء الليل، ولكن سيكون العام الحالي جيدًا للغاية إذا كانت السماء صافية لأن الشهب ستبلغ ذروتها في الليالي بعد وصول القمر منزلة الاقتران مباشرة.
وأضاف أن القمر في طور الهلال سيغرب بداية الليل، لذلك ستكون السماء المظلمة فرصة مثالية لرؤية حتى لأضعف الشهب وإن كانت البرشاويات أصلا ليست شهباً خافتة.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة أنه بشكل عام تنشط البرشاويات خلال الليالي من 17 إلى 24 أغسطس من كل عام عندما تمر الأرض عبر الحطام من المذنب - سويفت توتال - مصدر شهب البرشاويات السنوية.
وأشار إلى أن البرشاويات تشتهر بإنتاج شهب شديدة اللمعان (الكرات النارية) مثل لمعان المشتري أو الزهرة، ولا يوجد مذنب آخر ينتج مثلها كما يفعل المذنب سويفت توتال - ربما نتيجة لضخامة نواته التي يبلغ قطرها 26 كيلومترا، ويتفتت بشكل طبيعي إلى أجزاء أكبر، حيث تشير دراسة استقصائية حديثة استمرت خمس سنوات أن عدد الكرات النارية من البرشاويات أكثر من أي زخة شهب أخرى.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إن سبب رؤيتنا للشهب في السماء يحدث بعد دخول النيازك الصغيرة بحجم الحصى في الغالب إلى أعلى الغلاف الجوي حول الأرض بسرعة عالية وتحترق على ارتفاع حوالي 70 إلى 100 كيلومتر وتظهر في صورة شريط من الضوء وفي حال عبرت الكرة الأرضية خلال تجمع نيزكي كثيف فسوف يرصد عدد مرتفع من الشهب ولكن من غير المعروف إن كان سيحدث هذا العام أو لا.
وأضاف أنه عند تعقب مسارات شهب البرشاويات ستظهر تندفع ظاهريا من أمام نجوم برشاوش وهو سبب تسميتها بالبرشاويات، علما بأنه ليس هناك علاقة بين شهب البرشاويات ومجموعة نجوم برشاوش فهو مجرد انتظام في السماء من منظورنا على الأرض.
وأوضح أن نجوم برشاوش تبعد عنا عدة سنوات ضوئية في حين أن الشهب تحترق أعلى الغلاف الجوي لكوكبنا وفي حال تمكن أحد الشهب من الوصول إلى سطح الأرض سوف يسمى حجر نيزكي، ولكن القليل جدًا من الشهب تصبح أحجارًا نيزكية بسبب طبيعة الحطام الناتج عن المذنبات، لذلك فإن معظم الأحجار النيزكية مصدرها الكويكبات.