وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بالعام الهجري الجديد
هنَّأ وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، اليوم الأحد، بمناسبة العام الهجري الجديد 1443، سائلًا الله (عز وجل) أن يعينه ويوفقه ويسدد خطاه لما فيه صالح العباد والبلاد.
كما هنَّأ الشعب المصري العظيم والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء بهذه المناسبة، مؤكدًا أن حسن الظن والثقة بالله وحسن الاعتماد عليه والتخطيط الجيد أهم أسباب الفلاح والنجاح والفوز في الحياة الدنيا وحسن المآل في الآخرة.
جاء ذلك في كلمة وزير الأوقاف، خلال الاحتفال برأس السنة الهجرية الجديدة لعام 1443 هجرية، والذي نظمته وزارة الأوقاف الليلة بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بالقاهرة، وبحضور كل من: محافظ القاهرة خالد عبد العال نائبا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ووكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
وقال وزير الأوقاف إن رحلة الهجرة كانت مفعمة بحسن الظن بالله (عز وجل)، فحين تتبع المشركون رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه الصديق (رضي الله عنه) حتى غار ثور، ومن قبلها وعند خروجه صلى الله عليه وسلم من بيته وقذه التراب في وجه الكافرين الذين لم يبصروا خروجه ولم يشعروا به، ثم بعد ذلك سيره إلى غار ثور وقول الصديق (رضي الله عنه) لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا"، فقال له الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أشد اللحظات ضيقًا: "لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا، يا أبا بكر ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا"، فهذا هو عين حسن الظن بالله (عز وجل).
وأضاف وزير الأوقاف: يقول تعالى: "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، مبينًا أن الهجرة ما زالت قائمة، فالتحول من المعصية إلى الطاعة هجرة، ومن الكذب إلى الصدق هجرة، ومن الخيانة إلى الأمانة هجرة، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) قد بيَّن ذلك في قوله (صلى الله عليه وسلم): "المسلمُ من سَلِمَ الناس من لسانهِ ويدهِ، والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه".
وتابع وزير الأوقاف أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) رغم كونه في معية الله (عز وجل) لم يهمل الأخذ بالأسباب والتخطيط الجيد، فمع هذا اليقين في الله وحسن التوكل عليه وحسن الظن به والاعتماد عليه، نراه (صلى الله عليه وسلم) يبذل أقصى ما في وسعه في الأخذ بالأسباب والتخطيط، ولا تناقض بين الأمرين، فقد جهز النبي (صلى الله عليه وسلم) راحلتين عند أبي بكر الصديق (رضى الله عنه)، واختار دليلًا ماهرًا هو عبد الله بن أريقط لكفاءته وأمانته رغم كونه مشركا، وهو ما يؤكد على وجوب تقديم الخبرات الوطنية في سائر المجالات بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس، فالعبرة بالأكفأ طالما كان خبيرًا أمينًا، ثم كلف النبي (صلى الله عليه وسلم) سيدنا عليًّا (رضي الله عنه) أن ينام مكانه ليلة الهجرة ليعمي على المشركين خروجه من بيته، وكلف عامر بن فهيرة (رضي الله عنه) بتتبع آثاره وآثار صاحبه للعمل على إخفائها أخذًا بالأسباب، وهو يدرك (صلى الله عليه وسلم) غاية الإدراك أن الله كفيل به وبصاحبه، غير أنه (صلى الله عليه وسلم) قد أراد أن يعطينا درسًا عمليًّا أن سنة الله تعالى في كونه تقتضي الأخذ بالأسباب والتخطيط الجيد في كل شيء ثم تفويض النتائج لله (عز وجل).
وحذر وزير الأوقاف من الانضمام إلى جماعات التطرف والضلال، مؤكدا أن هذه الجماعات ليست من الإسلام في شيء، بل إنها تدعوا إلى الضلال والبهتان، لافتا إلى أن ما تدعيه هذه الجماعات الضالة من أن الانضمام إليها هو هجرة كذب وضلال وافتراء على الله تعالى، لأن الهجرة إليها أو ما تدعيه من هجرة هي حرام شرعا ومجرمة قانونا.