الصحة العالمية تستعرض الوضع الوبائي في تونس ولبنان
قالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن المنظمة تتابع الوضع عن كثب في تونس التي تواجه تصاعدًا مفاجئًا وضخمًا في عدد الحالات والوفيات، لافته إلى أن المتحور دلتا تسبب في أكثر من 90% من جميع حالات العدوى المُبلَّغ عنها في مختلف أنحاء تونس، وهو ما يزداد مدفوعًا بانخفاض مستوى الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، فضلاً عن انخفاض التغطية باللقاحات.
وتابعت: يصادف هذا الأسبوع مرور عام على الانفجار المفجع الذي وقع في ميناء بيروت وأسفر عن مقتل 200 شخص، وإصابة 6000 شخص، وتشريد 300 ألف شخص آخر، وقد شهدت الفترة التي أعقبت الانفجار ارتفاعًا مهولًا في عدد حالات الإصابة بكوفيد-19، خصوصًا في صفوف العاملين في مجال الرعاية الصحية. ولا يزال تأثير ذلك ملموسًا حتى يومنا هذا، حيث يستمر النظام الصحي في الكفاح لتأدية واجبه في ظل موارد محدودة وفي خضم أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية شهدها لبنان في التاريخ المعاصر.
وأضافت أنه على الصعيد التاريخي، يشترك كل من لبنان وتونس في العديد من أوجه التشابه، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا. وللأسف، فهما يشتركان الآن أيضًا في تشابه آخر، ألا وهو الوضع المتدهور المتعلق بكوفيد-19، حيث يواجه كلا البلدين زيادة مثيرة للقلق في أعداد حالات الإصابة والوفيات في ظل أزمة اقتصادية حادة، وقد شهدت أنظمتهما الصحية ضغطًا شديد الوطأة، مما تسبب في إرهاق العاملين في الرعاية الصحية إرهاقًا شديدًا، وفي نقص حاد في المستلزمات الطبية.
وتابعت قائلة: على الرغم من عملنا مع الشركاء والحكومات والمجتمعات في بلدان الإقليم لمكافحة انتشار الجائحة، فإننا جميعًا نعلم تمام العلم أن هذه الأزمة لا يمكن حلها داخل حدود بلد واحد فقط. إنها أزمة عالمية وتحتاج إلى بذل جهود عالمية للتغلب عليها.
وتحثُّ منظمة الصحة العالمية البلدان الأكثر ثراءً على التبرع بجرعات اللقاحات للبلدان ذات الدخل المنخفض والشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل، كما تناشد المنظمةُ جميع الأفراد أن يواصلوا الالتزام بالتدابير الوقائية مثل الحفاظ على نظافة الأيدي، وارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد البدني، حتى بعد حصولهم على اللقاح.