رئيس «دينية الشيوخ» يدعو لتنظيم ورش عمل مشتركة بين دور الإفتاء

دعا رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف، بمجلس الشيوخ، الدكتور يوسف عامر، دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى الاعتناء بعقد "ورش عمل" مشتركة بصفة دورية بين دور الإفتاء، بعد انعقاد كل دورة سنوية لمؤتمر الإفتاء العالمي، الذي يعقد للمرة السادسة هذا العام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية؛ وذلك لدراسة حالة المجتمعات الإسلامية على نحو أكثر واقعية.

وقال رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ - في ورقة عمل تقدم بها إلى المؤتمر -: إن عقد ورش عمل متخصصة في الإفتاء بين هيئات الإفتاء في العالم يزيد من فتح الآفاق لدى المختصين في جوانب المواكبة للمستجدات، وجمعِ أكبر قدر من طرق التناول من خلال تلاقح العقول المتخصصة في هذا المجال الدقيق، مما يعمق الثقافة الإفتائية العالمية، ويعرِّف بالمستجدات في مختلف البلاد لدى كل متخصص ينتمي إلى بلد معين، ولا شك أن هذا ينتج المزيد من الدقة والسرعة في تلبية حاجات المسلمين.

وأشار إلى إمكانية أن ينبثق من "ورش العمل" أصدارٌ دوري خاص بالمستجدات الإفتائية في العالم، لاسيما وأن هذه الإصدارات ستحمل مادة واقعية غزيرة الفائدة، تفتح آفاق الباحثين والطلاب في مجالات الفقه وغيره على مستجدات الواقع، وتُنَمّي فيهم ملكةَ المواكبة للواقع الذي هو ركن أساسي في صناعة عقل الفقيه.

وأوضح رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ أن قضية الفتوى تأتي في مقدمة المؤثرات على واقع المسلمين اليوم، ولذلك كان الاهتمام بها لدى العلماء في تزايد ملحوظ في كل جهة ودولة، مضيفا "منذ سنوات قليلة شهدنا تطورا كبيرا في هذا المجال بمبادرات مشكورة وجهود مباركة قامت بها دار الإفتاء المصرية، حيث يجتمع العلماء والمختصون بأمور الفتوى من كل قطر ويعقدون هذا المؤتمر الجاد، وذلك لمناقشة أهم القضايا المتعلقة بالصناعة الإفتائية والقضايا المتعلقة بواقع المسلمين في مختلف البلاد. 

وأشار إلى أن هذه الدورة السادسة، والتي تحمل عنوان "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون" والتي يشارك فيها علماء ووفود من نحو 85 دولة؛ تأتي لتؤكد أهمية استمرار التجديد في كل جوانب هذا العمل العلمي الدقيق، ومن هذه الجوانب مواكبة هذه الصناعة العلمية للرقمنة التي هي من سمات هذا العصر، وكذلك تعزيز وجوه التعاون العلمي بين مؤسسات الإفتاء في العالم. 

وطالب رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، بإتاحة أبحاث هذه المؤتمرات المباركة، التي تعد خطوة عظيمة لحفظ أمانة الفتوى الجليلة، وتبصيرِ المسلمين بأحكام دينهم الحنيف، في زمانٍ تسور فيه المُفْرطون والمُفَرِّطون مقام الإفتاء الشريف، مؤكدا أن الواقع يتطلب إيجاد آلية منضبطة تحدد من له حق الإفتاء وواجباته.