بعد أن أصبحت تريند.. رحلة لوسي من شارع محمد علي إلى الساحل الشمالي
تقول لوسي “إنها صريحة، وليست جريئة، تخاف من الست الغبية ولقبها المفضل أم فتحي، واسم الدلع المفضل لسلس، تحب في الرجل الجدعنة والشهامة والرجولة، وأنها طيبة لدرجة العبط”.
قامتها لا تزيد عن 164 سم، وكانت تود لو أن تكون أطول قليلا، رفضت ارتداء المايوه في أحد أفلامها (حالة تلبس)، لأن ذلك كان مخالفا للسيناريو، وترى أن الرقص مثل الطب، وأن بدلة الراقصة مثل بالطو الطبيب.
ربما تكون الراقصة الوحيدة التي تم إنتاج فيلمين تسجيلين عن قصة حياتها أحدهما لقناة فرنسية والآخر لصالح ناشيونال جيو جرافيك، وحين وجد أحد الفنانين الكبار ينتقد الرقص سألته: “هل تعلم كام نوع موجود في الرقص الحديث؟، فرد عليها: وهل للرقص أنواع؟، فقالت: الحديث اتقفل”.
لا يمكن الوصول إلى شفرة لوسي بسهولة، فالسيدة التي نشأت في الحارة الشعبية وتنتمي إلى أصول فلسطينية، وبرعت في الرقص والغناء والتمثيل، تجيد تجسيد العديد من الشخصيات سواء أمام الكاميرا أو في الواقع ولكنها تحتفظ بشخصية قد لا يعلم أحد عنها شيئا، تظهر إذا صمتت!
في شارع محمد علي الشهير بوسط القاهرة ولدت لوسي في ستينات القرن الماضي، كان من الممكن أن تصبح باليرينا، في التاسعة من عمرها دخلت مدرسة لتعليم البالية وأثبتت مهارتها فيها، إلا أن ظروف أسرتها الصعبة غيرت مسارها، لتصبح راقصة في الملاهي، وتتحول إلى نجمة في شارع الهرم تتقاضى أعلى أجرا بين بنات جيلها.
تعرفت لوسي على سلطان الكاشف صاحب أحد الملاهي الليلة، لتنشأ بينهما قصة حب كبيرة، ويتزوجها بعد أن قطعت عليه وعدا أن تعتزل الرقص، إلا أنها لم تف بالوعد وعادت مجددا إلى الرقص، في الوقت الذي استكمل فيه الزوجان حياتهما الأسرية.
حققت لوسي شهرتها كاملة في السينما والدراما، فاتن حمامة بجلالة قدرها شهدت لها، ووصفتها بالرائعة، وأكبر المخرجين في مصر (بينهم داوود عبد السيد ومحمد خان وإسماعيل عبد الحافظ) استعانوا بها في أفلامهم ومسلسلاتهم.
ومن الساحل الشمالي صعدت لوسي إلى الترند بعد أن ظهرت في فيديو ترقص وتغني وتكرر لفظا خارجا، في الوقت الذي تنتظر فيه نقابة المهن التمثيلية التقدم بشكوى لفتح التحقيق.