الأعاصير والفيضانات تشل الحياة في 4 دول أوروبية وتخلف 60 قتيلا (فيديو)
وجهت القيادة العسكرية الأوروبية للولايات المتحدة ومقرها ألمانيا، وحدات هندسية وإغاثية خاصة تتبع الفيلق الهندسي رقم 52 المتمركز في قاعدة شبينجلهايم الجوية الأمريكية في ألمانيا بتقديم المعاونة للسلطات المحلية الألمانية للتعامل مع مشكلة الفيضانات المدمرة، وشوهدت عناصر عسكرية أمريكية وهي تقوم ببناء جدر من آلاف الشكائر الرملية لصد التيارات المائية وحماية المناطق المدنية والمؤسسات الاقتصادية والأهداف الحيوية في ألمانيا من اقتحام تيارات المياه لها.
وأفادت الأنباء الواردة من ألمانيا بأن ما يزيد عن 60 شخصا لقو حتفهم أو اختفوا منذ أمس الخميس نتيجة الفيضانات الشديدة التي تشهدها ألمانيا وبلجيكا وهى الفيضانات التي وصفها الخبراء بأنها كانت كاسحة والحقت الضرر بالسيارات ووسائل النقل وأحدثت تصدعات في عدد من البنايات التي أغرقتها المياه في منطقة شكولدى في الريف الألماني فيما خلفت الفيضانات المئات وقد تقطعت بهم السبل.
وقالت سلطات الإغاثة في ألمانيا أن 30 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم في مناطق الراين الشمالي بولاية ويستفاليا الألمانية، وكذلك قضى نحو 28 شخصا في ولاية رينلاند بجنوب بلجيكا نتيجة الفيضانات التي خلفت المئات وتقطعت بهم السبل نتيجة ارتباك حركة النقل .
وقال خبراء البيئة في برلين إن الموجات الأعصارية الشديدة التي ضربت أنحاء من غرب أوروبا في الأيام الماضية أدت إلى ارتفاع في مناسيب الأنهار وحدوث فيضانات مدمرة منذ الأربعاء عجزت وسائل التصريف الأرضية عن استيعاب كميات المياه الهائلة التي نتجت عنها.
وفي مدينة ليجي سيتي الألمانية التي يقطنها 200 ألف شخص قامت فرق الدفاع المدني الإلمانية والأطقم الاغاثية وأطقم الطوارئ المعززة بوحدات من الجيش الألماني بإجلاء سكان المناطق الأكثر عرضة لاقتحام مياه نهر "ميزو" الذي يمر بالمدينة بعد أن ارتفعت مناسيب المياه فيه وبدأت فيضها عبر ضفافه، ويتم حاليا نقل سكان المدنية المهددين إلى مناطق تجميع وإيواء أعدتها لهم الحكومة الألمانية حتى انحسار الأزمة.
كذلك أغرقت الأمطار الغزيرة التي هطلت على ألمانيا أمس – الخميس – معظم طرقاتها الرئيسية السريعة، وأفادت غرفة إدارة الأزمة التابعة للحكومة الألمانية أن مناسيب المياه في نهري "موسيل" و "الراين" قد ارتفعتا في الساعات الأولى من صباح اليوم – الجمعة – ولا يزالا يواصلان ارتفاعهما.
وفي هولندا، دمرت الأمطار الأعصارية والفيضانات الناتجة عنها منطقة "فالكينبيرج" وشلت أوجه الحياة فيها اغرقت طرقات المدنية بالمياه الطينية الكثيفة، وهو ما دفع الحكومة الهولندية الى اعتبارها منطقة كوارث وقام ملك هولندا اليكساندر ويليم وقرنته ماكسيما بزيارة للمنطقة لمؤازرة الباقين من سكانها في ازمتهم والوقوف على سير الإجراءات الاغاثية .
كما شهدت منطقة جنوب هولندا وعاصمتها مدينة " ليمبورج " عمليات اخلاء قامت بها فرق الإغاثة الحكومية لعشرات من ساكني المناطق المنكوبة بالفيضانات ، فيما قامت قوات الإنقاذ الهولندية إلى تجهيز آلاف من الشكائر الرملية لصد التيارات المائية العاتية.
وفي فرنسا، لم تسلم عدة مناطق من الموجة الأعصارية العاتية التي تشهدها أوروبا إذ يتوقع المراقبون أن تضرب الأعصاير والأمطار الغزيرة عشر مناطق فرنسية خلال الأيام القادمة .
وأفادت الأنباء الواردة اليوم من شمال فرنسا بغرق عشرات آلاف من الهكتارات المزروعة بالخضروات في شمال البلاد نتيجة هطول الأمطار بغزارة، وهى الأمطار التي ألحقت دمارا في متحف Romagne-sous-Montfaucon الواقع في شمال فرنسا والذي يؤرخ لفترة الحرب العالمية الأولى ويعد من المزارات السياحية الهامة .