الشهيد المنسي.. بطل ضد النسيان

اختار العقيد أحمد منسي أن يكون في ذاكرة الوطن، يقف في خط المواجهة مع أخطر الإرهابيين ويقاتلهم حتى يقضي نحبه معطرا بدمه، بعد أن أدى مهمته كاملة، وأثبت لكل إرهابي خسيس أن جنود مصر يحافظون عليها بأرواحهم، وأن سيناء ستظل عصية على الإرهابيين بأسود الجيش المصري. 

من أجل الدفاع عن الأرض والكرامة والهوية المصرية، صمد أحمد منسي مع رجاله في معركة البرث، في مثل ذلك اليوم من عام 2017، وبقيت القصة يحكيها الآباء للأبناء ليدركوا أهمية الوطن وقدسيته.

منسي هو القائد الذي اعتبره رجاله رمزا غاليا، بعد أن صنع صداقة كبيرة مع كل منهم، وجدوه الأقرب إليهم  حين كانوا يحتاجون إلى رجل يقف إلى جوارهم، والصديق الذين يلجأون إليه ليحكوا له عن أحوالهم وطموحاتهم وأحلامهم.

منسي الإنسان كان السعادة والفرحة لكل من يعرفه أو يقترب منه أو يلتقي به، كان بالنسبة لأهل سيناء العون والمدد والسند، اعتبروه ابنهم منحوه الثقة والمحبة وأصبحوا عونا له مثلما كان عونا لهم في ملحمة إنسانية وطنية لا يمكن التعبير عنها بالكلمات.

سوف يظل أطفال شمال سيناء يتذكرون القائد الذي كان يأتي إلى مدارسهم محملا بالهدايا التي يوزعها عليهم، والابتسامة لا تفارق وجهه الأبوي الحنون، وكلماته حول الدفاع عن الوطن ترن في آذانهم.

لم ينم الأطفال ليلتهم حين علموا باستشهاد العقيد أحمد منسي ورفاقه، ظلوا يبكونه طيلة اليوم ولم يغادر الحزن قلوبهم على الرجل الذي كان يخصهم بالمحبة والقصص المشوقة عن أبطال الوطن.

أصبح منسي هو الآخر قصة يحكيها الآباء لأبنائهم حين يريدون أن يعلمونهم الوطنية والتضحية ويخبرونهم بالمخلصين من أبناء هذا البلد الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز.

رحل أحمد منسي وبقيت سيرته العطرة في كل مكان تحكي عن رجل آمن بالله فمنحه الله اليقين، عن رجل آمن بالوطن فمنحه الوطن محبته.. عن رجل آمن بحق الناس في الحياة بدون إرهاب  فوضعه الناس في قلوبهم، وترحموا عليه.