الذكرى الرابعة | النصر والشهادة معا.. أحمد منسي ورجاله في ملحمة «البرث»
في كل مرة كان القائد أحمد منسي، يقاتل من أجل الشهادة، فيحصل على النصر، لكنه في معركة البرث حصل عليهما معا: النصر الشهادة، ليكتب اسمه بحروف من نور في سجلات الشرف، ويعيش في قلوب المصريين إلى الأبد.
لم تكن " البرث" مجرد معركة بين مجموعة من أسود الجيش المصري، يقودهم بطل استثنائي، وبين حفنة من الإرهابيين، ولكنها كانت ملحمة، تتعرف فيها الأجيال على صلابة المقاتلين المصريين، وإيمانهم بالله، واستبسالهم إلى آخر قطرة من دمائهم.
اليوم تحل علينا اليوم الذكرى الرابعة لاستشهاد البطل المقاتل العقيد أحمد صابر محمد على المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، مع عدد من أفراد الكتيبة في كمين "مربع البرث"، والتي يحفظ المصريون تفاصيلها، وكأنهم كانوا معهم، يسمعون وسط الرصاص المنهمر، حيث لا مكان إلا للأبطال.
ولم يكن مجرد هجوم إرهابي خسيس لكنه معركة إرهابية مكتملة الأركان، نجح فيها أبطالنا في إفشال مخطط الإرهابيين الخبيث، وتحطيم أهدافهم على صخرة الصمود.
بالقرب من المنطقة الحدودية بين رفح والشيخ زويد تقع قرية البرث في جنوب رفح، ، ضمن نطاق المنطقة "ج" في اتفاقية كامب ديفد بين مصر وإسرائيل، وهي معقل لقبيلة الترابين، التي أعلنت وبكل شجاعة حربها على تنظيم "ولاية سيناء"، ما جعل معاركهم تنتهي باستشهاد شيخ القبيلة سالم لافي.
أما زمن المعركة فقد كان في فجر 7 يوليو 2017، حيث كان الأسود على موعدهم مع التاريخ، جاهزين ومستعدين، ليفاجئ الجميع بسيارة مفخخة ومموهة داخل إحدى المزارع تدخل الكمين، وخلال ثوان معدودة تمركزت قوات الكمين لتتعامل معها باستبسال، في الوقت الذي كان فه الإرهابيون يحشدون للمعركة بـ12 عربة كروز محملة بالسلاح والرجال، الذين أتوا من جميع الاتجاهات وقاموا بتطويق الكمينـ لتبدأ قصة المعركة، التي أثبت فيها المنسى ورجاله أمام العالم قدرتهم على التضحية في سبيل الله والوطن.
منع جنودنا الإرهابيين من احتلال التمركز الأمني، ودارت معركة شرسة استمرت فترة طويلة، صنع فيها أبطال ملحمة بطولية، وردوا على الهجوم بشجاعة وثبات حتى أتت قوات الدعم إلى أبطال الكتيبة 103 صاعقة في «البرث» مجيء قوة الدعم.
رفض الأسود الكمين أن يقتحم كلاب النار الكمين، ورفع أعلامهم السوداء، إلا أن الثمن كان حياة الأبطال، ولكنهم قدموه برضا، وحب، ولم يبخلوا على مصر بالأرواح التي ظلت تصعد إلى السماء، تحرسها الملائكة بالرياحين والنور، قبل أن يقتلوا 40 تكفيريا ويدمرون 6 عربات تابعة لهم.
واستشهد البطل أحمد منسي نتيجة إصابته بطلقة رصاص في مؤخرة الرأس حيث كان فوق سطح المبنى الذي تمت محاصرته، وكان يطلق النيران على الإرهابيين من فوق سطح المبنى للدفاع عن الكتيبة وزملائه.
شعر الإرهابيون بالسعادة حين تأكدوا من رحيله، ظنوا أنهم استراحوا من نيرانه التي كانت تطاردهم في الليل والنهار، ومن عملياته التي دكت حصونهم وقتلت منهم الكثير، إلا أن فرحتهم لم تستمر لساعات قليلة، فقد أصر زملاء البطل وجنوده على أن يكون الثأر سريعا، وقد كان.