"الهجرة" تستعرض جهود مصر لمواجهة كوفيد-19 المستجد

استعرضت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصرييين بالخارج جهود الدولة المصرية لمواجهة تداعيات فيروس كوفيد - 19 المستجد، وذلك خلال المؤتمر الإقليمي الأول (من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة اليد العاملة وتنقل العمال في شمال أفريقيا) THAMM والذي يأتي بتمويل الاتحاد الأوروبي.
وشارك بالمؤتمر والذي انطلقت أعماله اليوم /الإثنين/ والذي تستمر أعماله حتى 7 يوليو الجاري، مساعد وزيرة الهجرة للتطوير المؤسسي والمصريين بالخارج الدكتور صابر سليمان، و مديرعام إدارة العلاقات الدولية والاتفاقيات محمد شكري، وعدد من المعنيين وخبراء الهجرة في دول شمال أفريقيا وممثلي عدد من المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي.
من جانبه استعرض الدكتور صابر سليمان - خلال المؤتمر - التجربة المصرية في دعم العمالة المصرية بالخارج، موضحا أن مصر شكلت اللجنة الوطنية لمواجهة تداعيات وباء "كورونا" برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وعضوية عدد من الوزارات والجهات المعنية بالدولة، والتي نجحت في إعادة أكثر من 80 ألف مواطن مصري عالق بالخارج في 514 رحلة طيران استثنائية خلال فترة توقف المجال الجوي للعديد من دول العالم.
وقال سليمان إن برنامج (من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة اليد العاملة وتنقل العمال في شمال أفريقيا) يهدف إلى تنفيذ مقاربة شاملة لإدارة هجرة اليد العاملة، من حيث الأبعاد الفنية وأطر الحوكمة والاعتراف بالمهارات والتأهيل، البيانات الإحصائية وأنظمة المعلومات، دمج اليد العاملة في أسواق العمل الخارجية، توفير المساعدة لليد العاملة الوطنية الباحثة عن عمل في الخارج، وفهم أفضل للتوجهات الرئيسية التي تشكل معالم حوكمة هجرة اليد العاملة، لا سيما خلال أزمة تماثل في طبيعتها ومدتها وعمقها أزمة كوفيد-19، لتحديد وتدقيق التدخلات المنفذة في إطار برنامج THAMM في شمال إفريقيا. 
وأشار إلى أن وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، شكلت غرفة عمليات لمتابعة المصريين بالخارج أولا بأول، بجانب إطلاق خط ساخن لتلقى شكاوى واستفسارات المصريين بالخارج، حيث تلقت الغرفة نحو 96 ألفا و638 شكوى واستفسار عبر كافة الوسائل المتاحة للتواصل مع المصريين بالخارج، كما جاءت مبادرة (خلينا سند لبعض)، ليقوم المصريون بالخارج بالمشاركة في التخفيف من تداعيات فيروس كوفيد - 19 المستجد ومساعدة بعضهم البعض بكل الصور الممكنة.
وأكد مساعد وزيرة الهجرة أنه مع قدوم المصريين العالقين بالخارج إلى أرض الوطن، تم إطلاق مبادرة "نورت بلدك"، لدعم العمالة المصرية العائدة من الخارج وتوفير فرص العمل، بمشاركة رجال أعمال من المصريين بالخارج، حيث أطلقوا عددا من المشروعات لتوفير فرص عمل للمصريين العائدين من الخارج.
وتابع سليمان، بقوله: إن "البرنامج يتوافق مع أطر السياسات الحالية على المستوى الدولي مثل أهداف التنمية المستدامة، والاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، وعلى المستوى الإقليمي مثل خطة عمل إطار سياسة الهجرة للاتحاد الأفريقي 2018-2030، مستهدفا تحسين إدارة الهجرة في بلدان المنشأ والمعبر". 
من ناحيته، أوضح محمد شكري مدير عام إدارة العلاقات الدولية والاتفاقيات، أن هناك جهود كبيرة بذلتها الدولة المصرية لاحتواء تداعيات وباء كورونا، وتوفير الفرص الآمنة للعائدين بالتعاون بين وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، وغيرها من وزارات ومؤسسات الدولة المصرية، بجانب التعاون مع عدد من المؤسسات الدولية، من بينها إطلاق مبادرة "بداية ديجيتال" في ديسمبر 2020، لتأهيل الشباب للعمل بالوظائف الاليكترونية، مستهدفة التأهيل لسوق العمل وتوفير الدعم لمشروعات ريادة الأعمال.
وأشار شكري إلى أنه تم التنسيق خلال الجائحة والتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني لإعادة الطلاب المصريين والعالقين من العمال، مشددا على أن المؤتمر فرصة جيدة لعرض التجربة المصرية في مجال إدارة ملف العاملين بالخارج خلال أزمة كورونا، واحتواء تداعيات الوباء وتأثيره على المصريين العائدين وتوفير فرص العمل لهم، بجانب الوقوف على التوجهات الحالية لهجرة اليد العاملة والتنقل وتنفيذ الأنشطة المختلفة بمشاركة الجهات الوطنية والدولية المعنية بهجرة اليد العاملة والتنقل، للمساعدة على الوصول إلى توافق عملي حول تأسيس مسارات منتظمة بما في ذلك خلال حالات الأزمات. 
وتأتي مشاركة وزارة الهجرة بالمؤتمر والذي يتناول آليات تكييف هجرة اليد العاملة خلال أزمة كوفيد-19 في دول منطقة الاتحاد الأوروبي وشمال أفريقيا، باعتبارها رئيس اللجنة التنسيقية الفنية للمشروع بمصر، والجهة الوطنية المعنية بتنفيذ الهدف الرابع بالمشروع والمتعلق بتنقل العمالة.
يذكر أن برنامج (من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة اليد العاملة وتنقل العمال في شمال أفريقيا) THAMM، يعد برنامج تعاون دولي تنفذه منظمة العمل الدولية (ILO ) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، كما يتم تمويل البرنامج من خلال الاتحاد الأوروبي والجانب الألماني، وجاء تنظيم المؤتمر في نسخته الأولى والتي تجري فعالياتها حاليا عبر تطبيق "زووم" للحد من تداعيات كورونا.