عام على رحيلها.. رجاء الجداوي ملكة الأناقة
في عام 1958 تم اختيار رجاء الجداوي «ملكة جمال القطن المصري» في الحفل الذي أقيم بحديقة الأندلس، والذي لم تكن رجاء تعلم عنه شيئا!
قادتها الصدفة مع والدتها إلى الحديقة التي تطل على نهر النيل، وبمجرد أن دخلت فوجئت بالحفل الكبير، وفي الزحام حاولت البحث عن طاولة فارغة، في الوقت الذي كانت الأنظار تتجه إليها، وفجأة وجدت من يقف أمامها ويعرض عليها أن ترتدي وشاحا، وتدخل المنافسة، وهو يقول لها إن قوامها «السمباتيك» يضمن لها التفوق بنسبة 100%.
وردت رجاء عليه بابتسامتها الخجولة، وشكرته على المجاملة اللطيفة، لكن الشاب الذي يعمل ضمن فريق المنظمين في الحفل لم يكن مجاملا، بل يقول الحقيقة، وشاركت رجاء، وفازت باللقب وهي لا تدري أن الحظ قرر أن يفتح أبوابه لها، فقد شاهدها "هنري بركات؛ ورشحها للعمل مع أحمد مظهر وفاتن حمامة في فيلم طه حسين «دعاء الكروان».
و ابتسامة رجاء الخجولة تخفي قلبا جريئا، يسمح لها بالاقتحام، وبجانب عودها الياسمين تمتلك «سمراء النيل» ثلاث لغات: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، التي تعلمتها في مدارس الفرنسيسكان بالقاهرة، ما قادها بعد ثلاث سنوات إلى دخول التاريخ بوصفها أول عارضة أزياء مصرية، بعد أن كان المجال حكرا على الأجنبيات، بسبب العادات والتقاليد التي وقفت عائقا ضد إرادة الكثير من الفتيات اللاتي حلمن بهذا العمل.
ارتدت رجاء موديلات أشهر مصممي الأزياء في العالم، وتصدرت صورها أهم مجلات الموضة، ما جعل الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا يلتفت إليها، ويقوم بتكليفها بتخريج جيل جديد من عارضات الأزياء المصريات، ليمثّلن مصر في الخارج، ليساهمن بدورهن في رفع اسم مصر في المحافل الدولية.
وفي عام 1986 اعتزلت رجاء عملها كعارضة أزياء ، بعد أن أصيبت بالغدة الدرقية، وامتلأ جسدها، لتتفرغ للفن، وتصبح «أطعم أم» في السينما والتليفزيون.
وفي مارس من العام الماضي اختار المهرجان العربي الإسباني " Spanish arab fashion" في مدريد، رجاء الجداوي ضيفة شرف وهو يحتفل بأعياد المرأة، داخل قصر 'فران نونيس'' التاريخي.
وكانت رجاء فخورة وهي تتحدث إلى مراسلي الصحف العالمية باعتبارها من يمثل المرأة العربية في ذلك المحفل الكبير، بجانب عدد من السيدات الناجحات، ممن قدمن صورا مشرفة، ليتم تسليط الضوء عليهن في احتفالات العالم بيوم المرأة.
رحلت رجاء.. وبقيت أناقتها.