وزيرة الثقافة: مصر قبلة الفن والفنانين.. ومسرح سيد درويش منارة للإبداع
أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم أن مصر ستبقى دائما قبلة الفن والفنانين، وأن مدينة الإسكندرية ستظل منارة للإبداع وأيضا حاضنة لأحد كنوزها المعمارية والذي يتمثل في مسرح سيد درويش الذي وقف على خشبته عمالقة الفن.
جاء ذلك في كلمة وزيرة الثقافة أمس الأحد، خلال افتتاح فعاليات الاحتفالية الفنية الكبرى التي تنظمها دار الأوبرا المصرية بمناسبة مرور 100 عام على افتتاح مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وذلك برفقة محافظ الإسكندرية محمد الشريف.
وقالت عبد الدايم إن مسرح سيد درويش يعد رافدا تنويريا براقا، حيث إن الاحتفال بمئوية يأتي ضمن استراتيجية تعريف الأجيال الجديدة بصفحات مشرقة من تاريخ مصر الثري في كافة المجالات.
وكرمت وزيرة الثقافة 21 شخصية من أعلام مدينة الإسكندرية الذين قدموا إسهامات متميزة للمسرح هم: الفنان سمير صبري، والفنان التشكيلي خالد هنو، والدكتور جابر عبد المنعم حجازي مبدع تمثال سيد درويش، وأستاذ الفلكلور الفنان علي الجندي، والدكتور أبو الحسن سلام أستاذ المسرح بكلية الآداب، وعائلة قرداحي، ورائدة فن الباليه الدكتورة ودود فيظي، والمايسترو عبد الحميد عبد الغفار قائد فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي، والمايسترو الدكتورة نيفين المحمودي قائد أوركسترا وتريات أوبر الإسكندرية، والمايسترو جهاد داوود مؤسس فرقة أوبرا الإسكندرية، والمايسترو ياسر الصيرفي، وأعضاء مجلس أمناء مسرح سيد درويش سامي فتح الله، والمهندس عبد الرحمن نصار، ومحمد البهتيمي، وحسام الدين زكريا، والمهندسة نيره مصطفى المدير الأسبق لأوبرا الإسكندرية، ومحمد سعد رئيس هيئة تنشيط السياحة، والفنان أمير شطا فنان الخط العربي، وموسی خلیل حسن من قدامى العاملين بخشبة المسرح، ورجل الأعمال إسماعيل الحبشي، ومحافظ الإسكندرية محمد الشريف.
من جانبه، قال محافظ الإسكندرية إن الفنون التي تقدمها دار الأوبرا المصرية تغسل الإنسان من همومه، وتحفزه على البذل والعطاء، مؤكدا أن الشعب المصري ذواق بالفطرة، ويحب الفنون بجميع أنواعها، وبخاصة أهل الإسكندرية المبدعين.
وأضاف الشريف -في كلمته خلال الافتتاح- أن مسرح سيد درويش يمثل أحد المعالم البارزة في الإسكندرية، ويعد شاهدا على الكثير من الأحداث الفنية والتاريخية التي جرت بالمدينة، مشيرا إلى أن الإسكندرية محافظة ولادة لكل الفنون والثقافات، وأبناء مدينة الثغر هم الأوائل في كافة المجالات، وبخاصة الإبداعية منها، لافتا إلى أن 70% من الرياضيين الأبطال على المستوى الدولي هم من أبناء الإسكندرية.
تضمنت الاحتفالية عروضا موسيقية لمجموعة الأوبرا المصرية لموسيقى الحجرة، وإزاحة الستار عن تمثال سيد درويش، يصاحبها إسقاطات ضوئية مصورة على واجهة المسرح، وافتتاح معرض للفنان خالد هنو بالبهو الرئيسي للمسرح، إلى جانب عرض للفيلم الوثائقي "100 عام من الإبداع" والذي يستعرض تاريخ مسرح سيد درويش وأهم العروض التي استضافها.
وتضمنت الاحتفالية أيضًا باقة من الأعمال الغنائية لفارس الأغنية مرسي جميل عزيز.
كما شهد الاحتفالية الدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا المصرية، والدكتور نادر مصطفى عضو مجلس النواب، والناقد الفني سامي حلمي، ووفد من أعضاء لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، ولفيف من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والفنانين والمثقفين.
تجدر الإشارة إلى أن مسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية) يمثل تحفة معمارية، ويعد من أقدم المسارح في مصر، وُضع حجر الأساس له عام 1918 وأُطلق عليه اسم تياترو محمد علي، وصممه المهندس الفرنسي جورج بارك مستوحيا عناصر أوبرا فيينا ومسرح أوديون في باريس، وزين المبنى بمجموعة من الزخارف الفريدة ذات الطابع الكلاسيكي الأوروبي، وقد اُفتتح المسرح عام 1921 وقُدمت عليه عروض عديدة مصرية وأجنبية.
وفي عام 1962 تم تغيير اسمه من تياترو محمد علي إلى مسرح سيد درويش تكريما لعبقري الموسيقى العربية ابن الإسكندرية، ومع مرور الزمن أُدرج بقائمة التراث المصري، وبدأت عام 2000 عمليات مكثفة لتجديده، وبعد عدة سنوات من العمل الدؤوب والماهر داخل المبنى من ترميم وزخرفة عالية الجودة، عاد المبنى لسابق عهده ورونقه، وأدخلت الدولة عليه الإمكانات الفنية اللازمة ليصبح دارا للأوبرا المؤهلة لمنافسة دور الأوبرا العالمية ذات المستوى الراقي، وأُعيد افتتاحه بعد التحديث والتطوير عام 2004.