رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«إيكونوميست»: العمال المهاجرون في سنغافورة يعيشون ظروفا قاسية

نشر
مستقبل وطن نيوز

 سلطت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، الضوء على الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها العمال المهاجرون أثناء الإغلاقات اللامتناهية التي فرضتها حكومة سنغافورة بسبب جائحة كورونا، مؤكدة أن العمال المهاجرين القادمين من بلدان آسيوية محيطة تحملوا تدابير إغلاق ممتدة وأكثر صرامة وأشد قسوة مما فرضت على بقية المواطنين في سنغافورة.

وذكرت المجلة، في تقرير، أن هناك أكثر من 300 ألف من العمالة المهاجرة، معظمهم من الرجال، قدموا من الهند وبنجلاديش والصين، ويعيشون في نزل مخصصة للعمال يتقاسمون فيها كل 20 عاملاً غرفة واحدة وقد يزيد العدد في بعض الأحيان، مشددة على أن مثل تلك الأوضاع المعيشية تفتح الباب واسعاً أمام وباء كورونا ليتفشى في البلاد.

ولفت مسح صحي أُجري في أبريل من العام الماضي أن 4 من بين كل 5 مقيمين في تلك النُزل العمالية، يجدون صعوبة بالغة في تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي في تلك الأماكن المتخمة بقاطنيها.

وتقول المجلة إن حالات الإصابة بفيروس كورونا في النُزل العمالية قفزت بصورة حادة خلال الشهر الجاري لتصل إلى ما يقرب من 1400 حالة إصابة في اليوم، وشكل العمال الأجانب المقيمون في تلك النُزل ما يقرب من 90% من عدد الحالات الإيجابية التي أظهرتها المسحات الإجمالية التي أجرتها الحكومة على المواطنين والمقيمين في الجزيرة، وتشير فحوص الأجسام المضادة إلى أنه من المتوقع وصول عدد المصابين بالفيروس بين العمال المقيمين في هذه النُزل إلى نحو 50% تقريبًا بحلول ديسمبر المقبل.

وأضافت أن في بداية أزمة كورونا، منعت الإغلاقات الصارمة الكثير من المهاجرين من مغادرة أماكن إقامتهم وغرفهم حتى ولو لإعداد وجبات الطعام. لكن في نوفمبر الماضي، عاد أغلبهم إلى العمل ومُنحوا قدرًا من الحرية يتيح لهم زيارة مراكز ترفيه وتسوق مجاورة لهم في النُزل، حتى يتاح لهم شراء بعض احتياجاتهم وإجراء تحويلاتهم المالية للخارج.

وأوضحت أن في بادئ الأمر سمحت لهم الحكومة بالخروج مرة كل أسبوع ولمدة ثلاث ساعات، ثم زيد العدد إلى ثلاث مرات أسبوعياً، ولمدة أربع ساعات في كل منها، غير أن الحكومة أوقفت تلك الزيارات في مايو الماضي بعد أن ظهر ارتفاع نسبي في عدد الإصابات بين العمال المهاجرين، وبات لزامًا عليهم الحصول على موافقات مسبقة لأداء احتياجاتهم الضرورية.

وتقول جمعية "هيلث سيرف"، الخيرية المعنية بتقديم رعاية وخدمات طبية للعمال المهاجرين، إن القيود المفروضة فاقمت من "الإحساس بالعزلة، والحيرة، واليأس" بين هؤلاء العاملين. وأفاد صحفيون بأن هناك حالات عدة بين العمالة المهاجرة أقدمت على الانتحار في العام الماضي (وقللت الحكومة من شأن هذه التقارير قائلة إنها لم تلحظ ارتفاعاً في مثل تلك الحالات).

وقالت منظمة "هوم" (وطن) الخيرية، التي تُعنى بشئون المغتربين في الجزيرة، في ديسمبر الماضي: إن القصص التي تتناقلها وسائل الإعلام عن حالات الانتحار والمعاناة بين العمالة المهاجرة في سنغافورة تمثل "قمة جبل الجليد"، مؤكدة أن الخط الساخن الذي أطلقته تلقى عددا متزايداً من المكالمات المرتبطة بعمليات الانتحار مقارنة بالسنوات السابقة.

ووفقا لتقرير "إيكونوميست"، قد يؤدي استمرار أزمة كورونا إلى تحسين ظروف العمالة على المدى البعيد، هذا ما تراه حكومة سنغافورة التي شكلت العام الماضي فريق عمل لبحث سبل تحسين الحالة النفسية والعصبية للعمالة المهاجرة في البلاد. وشرع مسؤولون في تخفيف الازدحامات في النُزل العمالية، بنقل بعض المقيمين فيها إلى مدارس ومصانع غير مستغلة. ويقول المسؤولون إن الحكومة تقيم وحدات إقامة ثابتة تقدم ظروفاً معيشية أفضل نسبياً، على حد تعبيرهم.

وأشارت الحكومة إلى أن استطلاعات رأي العمالة المهاجرة أظهرت أنها "تتأقلم بصورة جيدة" مع الأوضاع؛ غير أن حكومة الجزيرة شددت على بقاء القيود الصارمة المفروضة على تحركاتهم إلى حين تطعيم أعداد كبيرة من المقيمين في تلك النُزل العمالية و"حدوث تحسن لأوضاع كوفيد- 19 في سنغافورة".

ونبهت المجلة إلى أن أعداد من حصلوا على اللقاحات بين المقيمين في تلك النُزل العمالية اقتصرت على خُمس إجمالي المقيمين فيها بحلول أوائل يونيو الجاري، بينما بلغت نسبة التطعيم في سنغافورة بأسرها نحو ثُلث المواطنين.
 

عاجل