خبير آثار: رأس نفرتيتي وحجر رشيد من أشهر الآثار المنهوبة بمتاحف العالم
رصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار حقيقة الخروج الغير شرعى لرأس نفرتيتى المعروض بمتحف برلين بألمانيا وحجر رشيد بالمتحف البريطانى وتمثال حم - ايونو - مخترع التقنية الهندسية لهرم خوفو - بمتحف "بيلديزيس" بمدينة هيالديز هايم بألمانيا وقناع الأميرة كا نفر وهو القناع المعروض في متحف لويزانا الأمريكية.
وأشار الدكتور ريحان إلى العثور على رأس نفرتيتى تم بواسطة عالم الآثار الألمانى لودفيج بورخاردت وفريقه الأثرى في السادس من ديسمبر عام 1912 فى ورشة "أتيليه" الفنان الملكي تحتمس بمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا والذى كان من أهم فنانى عصر العمارنة والملك إخناتون الذى حكم من 1353 إلى 1336ق.م.
ومن خلال جميع التقارير الخاصة بالحفائر آنذاك، فإن بورخاردت كان يدرك مدى الأهمية الفنية والتاريخية لتمثال نفرتيتى بمجرد اكتشافها وقام بإخراجها من مصر عام 1913 بالمخالفة لعملية اقتسام الآثار المتشابهة آنذاك.
ويضيف الدكتور ريحان أن التمثال طبقًا لما ذكره عالم المصريات الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق خرج بالتدليس والتمويه على يد العالم الألمانى بورخارت عندما كتب فى بيان البروتوكول ومذكرة الحفائر الخاصة باقتسام الآثار المكتشفة أن تمثال رأس نفرتيتى مصنوع من الجبس ويعود لأميرة ملكية وأن بورخارت كان يعرف جيدًا أن التمثال مصنوع من الحجر الجيرى لكنه تعمد التمويه بهدف حصول ألمانيا على التمثال، تمثال رأس نفرتيتى يجتذب أكثر من مليون مشاهد سنويًا.
ونوه الدكتور ريحان إلى مطالبة مصر برأس نفرتيتى منذ أيام الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، حيث تقدمت مصر بمذكرة رسمية بتاريخ 14 أبريل 1946 إلى مجلس قيادة الحلفاء بطلب استعادة تمثال نفرتيتى وأرسلت الحكومة المصرية طلبًا مماثلًا عبر السفير المصري بالولايات المتحدة لوزارة الخارجية الأمريكية في 21 فبراير 1947 وتلقت الحكومة المصرية ردًا فى 8 مارس 1947 من مجلس قيادة الحلفاء بأنه ليس لديهم السلطة لاتخاذ مثل هذا القرار وأرسل الدكتور زاهى حواس بصفته أمين عام المجلس الأعلى للآثار في ذلك الوقت ثلاثة خطابات رسمية لنقلها إلى الحكومة والسلطات الألمانية المختصة يطالب فيها باستعادة تمثال رأس نفرتيتى المعروض بمتحف برلين بألمانيا، مستندًا إلى المادة 13 ـ ب من اتفاقية اليونسكو عام 1970 الخاصة بمنع وتحريم الاستيراد والتصدير والنقل غير القانوني للممتلكات الثقافية، وهي المادة التى تطالب جميع أطراف الاتفاقية بضمان التعاون فى تسهيل استرداد الممتلكات لأصحابها الأصليين فى أسرع وقت ممكن.
ويشير الدكتور ريحان إلى حجر رشيد بالمتحف البريطانى وهى قطعة فنية وأثرية مميزة نقشت عليه نصوص هيروغليفية وديموطيقية ويونانية كان مفتاح حل لغز الكتابة الهيروغليفية، سمى بحجر رشيد لأنه اكتشف بمدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل فى البحر المتوسط، اكتشفه ضابط فرنسى فى 19 يوليو عام 1799م إبان الحملة الفرنسية، والحجر عبارة عن كتلة من البازلت يبلغ طولها حوالى 113 سم، وعرضها 7.5 سم وسمكها 27.5 سم، وهو من الحجر الأملس محفوظ الآن فى المتحف البريطانى .
ولفت الدكتور ريحان إلى أن الحجر نقش عام 196 قبل الميلاد وهو يمثل مرسوم ملكى صدر فى مدينة منف، أصدره الكهان تخليدًا لذكرى بطليموس الخامس وعليه ثلاث لغات، وفسّر العالم الفرنسى جيان فرانسوا شامبليون هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص اليونانى ونصوص هيروغليفية أخرى
وقد تمكنت القوات الإنجليزية فى معركة بحرية مع الفرنسيين من الاستيلاء على الحجر وأرسل إلى بريطانيا عام 1801 بدون وجه حق فلا حق لفرنسا فى الحجر لمجرد اكتشافه ولا حق لبريطانيا فى الاستيلاء عليه وهى تعلم بأحقية مصر فيه.
ويوضح الدكتور ريحان بأن المطالبات المصرية بعودة حجر رشيد تقابل بالرفض وتبرر الصحف البريطانية عدم استعادة حجر رشيد استنادًا إلى عدة أسباب منها إن المتحف البريطانى يلعب دورًا هامًا كمستودع للانجازات الثقافية للجنس البشرى كما إن إعادة الحجر إلى مصر سيفتح الباب أمام فيضان من المطالبات المماثلة التى من شأنها أن تفرغ قاعات العرض فى المتحف، هذا إلى جانب المخاوف من أن تتعرض القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن لخطر تلف فى المتاحف المصرية حال عودتها وبالطبع كلها تبريرات غير منطقية وغير مقبولة
ويتابع الدكتور ريحان بأن تمثال المهندس المصرى القديم حم - ايونو - مخترع التكنيك الهندسى لهرم خوفو المعروض حاليًا بمتحف "بيلديزيس" بمدينة هيالديز هايم بألمانيا، هو تمثال جالس منحوت من قطعة واحدة من الحجر الجيرى الأبيض ارتفاعه 5ر155 سم وقد كشف عن التمثال بعثة آثار ألمانية فى مقبرة بمنطقة الجيزة تعرف باسم "ج 4000" بجوار الأهرامات عام 1912 وهى قطعة فنية نادرة بحجم الإنسان الطبيعى وتم تهريبه من مصر إلى ألمانيا واتفقت مصر مع ألمانيا على استعارة تمثال «حم أيونو» خلال افتتاح المتحف المصري الكبير، لكن هذا الاتفاق كان مرتبط بالموعد السابق لافتتاح المتحف في 2011 وقد أطلق 9 آلاف شاب مصرى وأوروبى عام 2010 يدعمهم آثاريون حملة كبرى تطالب باستعادة تمثال المهندس المصرى القديم "حم - ايونو".
ويشير الدكتور ريحان إلى قناع الأميرة «كا نفر» المعروض بمتحف لويزانا الأمريكية وهو قناع جنائزى لسيدة تدعى "كانفر نفر" يعود تاريخه إلى عام 3500 قبل الميلاد، ويعود للأسرة 19، اكتشفه الدكتور زكريا غنيم عام 1952 فى منطقة المجموعة الهرمية للملك سخم خت بسقارة، ومسجل فى سجلات سقارة بتاريخ 26 فبراير 1952 فى سجل 6 برقم 6119.
وقد سرق من مخازن سقارة ومعروض الآن فى متحف سانت لويس للفنون فى أمريكا، وادعى المتحف أنه اشتراه من تاجر آثار بصورة قانونية عام 1988 بملبغ 500 ألف دولار، بعد أن اشتراه التاجر من زكريا غنيم الذى كانت السلطات المصرية قد أهدته القناع، بينما تحقيقات الحكومة أوضحت أن القناع مسروق، وأنه خرج من مصر ما بين عامى 1966 و1973 بطريقة غير شرعية فى اعتراف وسند بأحقية مصر بالقناع.
رفضت محكمة الاستئناف الأمريكية، الدائرة الثامنة، الطعن المقدم من الحكومة الفيدرالية الأمريكية، ضد متحف سانت لويس للفنون، لمصادرة قناع "كانفر نفر" الفرعونى، وذلك بسبب عدم تقديم الأوراق الرسمية التى تثبت أحقية مصر فى القناع فى ميعادها، وأصدرت المحكمة حكمًا ببقاء القناع فى المتحف.