وزير الخارجية التونسي يجدد الدعوة لتعزيز التعاون الدولي لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة
جدد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي دعوته لمجموعة الـ(20) من أجل العمل على تعزيز التعاون الدولي بما يسهم في ضمان الأمن الغذائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
جاء ذلك وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية التونسية في كلمة الجرندي أمام مجموعة الـ20 بمناسبة الاجتماع المنعقد اليوم بماتارا بإيطاليا حول "الأمن الغذائي"، والتحديات التي تواجه المجموعة الدولية في تحقيق الهدف الثاني من أجندة التنمية المستدامة 2030 الرامي إلى القضاء على الجوع وضمان الأمن الغذائي للجميع.
وأكد الجرندي أن الطريق نحو هذا الهدف لم يكن سهلا حتى قبل اجتياح فيروس كورونا (كوفيد-19) للعالم، نتيجة عوامل عدة بما في ذلك النزاعات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى المخاطر الطبيعية وتفاقم التغير المناخي، وهي عوامل أدت جميعها إلى معاناة 700 مليون نسمة عبر العالم من سوء التغذية ووفاة حوالي 5 ملايين طفل سنويا قبل بلوغ سن الخامسة بسبب نقص التغذية فيما يعاني 144 مليون طفل من بطء أو توقف النمو.
وقال الوزير "إن كوفيد-19 فاقم من هذه التحديات لا سيما لدى الشرائح الأكثر ضعفا وهشاشة في جميع الدول"، مرجحا وفقا لتقديرات العديد من الدراسات الدولية أن يلقي الوباء بتداعياته على الجيل القادم وخاصة من بين الأطفال والنساء.
وأوضح الجرندي أن الأزمة الصحية الراهنة أثرت على الأمن الغذائي لجميع الشعوب ولو بنسب متفاوتة، إلا أن تأثيرها على دول القارة الإفريقية كان أكثر عمقا باعتبار تعدد بؤر التوتر في المنطقة وارتفاع مواطن الضعف والهشاشة.. وتشير التقديرات إلى انزلاق حوالي 27 مليون مواطن من غرب الصحراء الإفريقية فقط نحو الفقر المدقع من جملة 60 مليون شخص عبر العالم.
وفي هذا السياق.. أكد الجرندي ضرورة تضافر الجهود من أجل مكافحة الفقر الذي يعيق تحقيق الأمن الغذائي، مشددا على الدور الحيوي لمجموعة الـ20 لمعاضدة جهود التنمية في إفريقيا والحد من اللامساواة والتفاوت الاقتصادي في المنطقة من خلال تخفيف عبء الديون عن الدول الإفريقية.
وشدد على أن التضامن بين الدول هو الكفيل بالقضاء على الفقر والجوع عبر العالم، معربا عن التطلع إلى أن تكون القمة العالمية حول الأمن الغذائي المزمع عقدها في سبتمبر المقبل مناسبة من أجل تحقيق نقلة نوعية وتغيير حقيقي لبناء مستقبل أفضل للإنسانية لا يترك فيه أحد على الهامش أو خلف الركب.
وعلى هامش المشاركة في اجتماعات وزراء الشؤون الخارجية والتعاون من أجل التنمية لمجموعة العشرين G20 المنعقدة بمدينة "ماتارا" الإيطالية، أجرى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، لقاءات منفصلة مع كل من وزير خارجية النيجر هاسومي مسعودو، ووزيرة خارجية إسبانيا أرانتشا جونثاليث لايا، ووزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية نجلاء المنقوش، ووزير الخارجية الجزائري صبري بو قدوم، ووزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو، ووزيرة الخارجية الهولندية سيجريد كاج.
وتم خلال اللقاءات، وفقا لبيان الخارجية التونسية- بحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما وضع قضايا القارة الإفريقية واحتياجاتها الملحة والعاجلة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وجعلها في سلم أولويات دول مجموعة العشرين، وغيرها من القضايا.