الأونكتاد: مصر أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر بإفريقيا في 2020
كشف تقرير حديث صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" عن احتفاظ مصر بموقع الصدارة من حيث كونها أكبر الدول المُتلقية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في القارة الإفريقية في عام 2020، رُغم التراجع الذي تسببت به جائحة فيروس كورونا المستجد في حجم الاستثمارات الداخلة للقارة السمراء.
وأفادت أونكتاد - في تقريرها حول (الاستثمار العالمي لعام 2021) الصادر اليوم الإثنين - بأن جائحة "كوفيد-19" تسببت في انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر للقارة السمراء بنسبة 16% في عام 2020 لتصل إلى 40 مليار دولار مقابل 47 مليار دولار في عام 2019.
وأوضح التقرير أنه في ظل الانخفاض الكبير في الاستثمارات الضخمة الناجم عن جائحة الفيروس التاجي، حافظت مصر على صدارتها في تلقي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القارة السمراء خلال عام 2020 بمقدار 5.9 مليار دولار.
ولفت إلى أن التحديات الاقتصادية والصحية المتتالية الناجمة عن الجائحة إلى جانب انخفاض أسعار السلع الأساسي في مجال الطاقة قد أثرت بشكل كبير في الاستثمار الأجنبي في القارة.
وبين التقرير أن البلدان المعتمدة على السلع الأساسية تأثرت بدرجة أكثر من غيرها، ويقول مدير الاستثمار والمشروعات في الأونكتاد، جيمس زان، "لقد أثرت البيئة الصعبة التي خلقتها جائحة كوفيد-19 على جميع جوانب الاستثمار الأجنبي".
وتراجعت إعلانات المشروعات الجديدة المعروف باسم "جرينفيلد"، وهو مقياس لمعنويات المستثمرين واتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر المستقبلية، بنسبة 62% لتصل إلى 29 مليار دولار مقابل 77 مليار دولار في عام 2019.
وانخفضت عمليات الاندماج والاستحواذ عبر الحدود بنسبة 45% لتصل إلى 3.2 مليار دولار أمريكي مقابل 5.8 مليار دولار أمريكي في عام 2019، كما تراجعت إعلانات تمويل المشروعات الدولية، وخاصة المتعلقة بمشاريع البنية التحتية العملاقة، بنسبة 74% لتصل إلى 32 مليار دولار أمريكي.
وأظهر التقرير انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الخارجة من إفريقيا بمقدار الثلثين في عام 2020 لتصل إلى 1.6 مليار دولار مقابل 4.9 مليار دولار في عام 2019؛ حيث سجلت توجو أعلى الاستثمارات الخارجة بمقدار 931 مليون دولار، والتي كانت موجهة إلى حد كبير إلى بلدان إفريقية أخرى.
ورُغم أن الأونكتاد يتوقع نمو الاستثمار الأجنبي المباشر في إفريقيا في عام 2021، لكن الانتعاش الاقتصادي الفاتر وبطء برنامج نشر اللقاحات في القارة السمراء يهددان حجم انتعاش الاستثمار؛ لذا تتوقع المنظمة الدولية نمو الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة بنسبة 5% فقط في عام 2021.
ويقول مدير الاستثمار والمشروعات في الأونكتاد: "رُغم ضعف التوقعات الخاصة بالاستثمار في 2021، إلا أن هناك بعض العوامل التي تُشير إلى زيادة زخم الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة السمراء بحلول عام 2022 وعودتها إلى مستويات ما قبل الجائحة".