فاينانشيال تايمز: القوى الغربية تعتبر أن انتخاب رئيسي لن يعرقل المحادثات النووية مع إيران
أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الإثنين أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يعتبرون أن انتخاب إبراهيم رئيسي، رئيسا جديدا لإيران وهو الرئيس السابق للسلطة القضائية ويُحسب على التيار التشددي المحافظ، ربما لن يعرقل المحادثات النووية المزمع استئنافها مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن أن القوى الغربية تعهدت، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بالمضي قدمًا في الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني ،قبل تنصيب رئيسي بشكل رسمي والوقوف أمام حقيقة تولي التيار المحافظ لمقاليد الحكم في إيران.
وأشارت إلى أن المفاوضين أرجئوا في فيينا يوم أمس المحادثات الخاصة باستعادة الاتفاق - وهي المدينة التي شهدت قبل أسابيع أجراء محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران عبر وسطاء أوروبيين، ولكن في بروكسل أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للعمل مع الحكومة الإيرانية الجديدة، وأصر على أنه "من المهم أن تستمر الجهود الدبلوماسية المكثفة لإعادة خطة العمل الشاملة المشتركة /أو ما يُسمى بالاتفاق النووي/ إلى مسارها الصحيح".
كما أكد مسئولون أمريكيون يوم أمس الأحد أن انتخاب رئيساً متشدداً في إيران لم يقلل من رغبة إدارة الرئيس جو بايدن في إحياء الاتفاق النووي الإيراني حيث قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، في تصريحات صحفية: إن أولويتنا القصوى الآن هي منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ولازلنا نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق ذلك، وليس الصراع العسكري، لذلك سوف نتفاوض بطريقة واضحة وحازمة مع الإيرانيين لنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى نتيجة تكبح جماح برنامجهم النووي.
وأضاف سوليفان أن المرشد الأعلى لإيران سيكون الشخص الذي يقرر في النهاية ، ما إذا كانت بلاده ستعود إلى الامتثال لبنود الاتفاق النووي، وليس رئيس الدولة.
مع ذلك، أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الجديد والذي تولى منصبه الأسبوع الماضي، حذر يوم أمس من أن الوقت الحالي ربما يكون "الفرصة الأخيرة للقوى العالمية للاستيقاظ قبل العودة إلى الاتفاق النووي، وفهم من يتعاملون معه".
وأضاف متحدثا في أول اجتماع لحكومته: "هؤلاء قتلة جماعيون لذا، يجب ألا يُسمح أبدًا لنظام وحشي بامتلاك أسلحة دمار شامل تمكنه من قتل الآلاف، بل الملايين".. على حد قوله.
ومن المعروف أن إسرائيل لطالما عارضت إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وتعتبر أن إيران هي الداعم الأوحد والأقوى لخصومها الرئيسيين في المنطقة، وهم حركة حماس في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان.
وسيتولى رئيسي منصبه في أوائل أغسطس القادم بعد تأكيد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة الماضية، ليحل محل حسن روحاني، فيما تسعى إيران لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015 والتخلص من العقوبات الأمريكية، ومن المنتظر أن تمنح الانتخابات متشددي النظام الحاكم في البلاد السيطرة الكاملة على الدولة، مما قد يضيف طبقة جديدة من انعدام اليقين بشأن عملية إحياء الاتفاق، والتي تعقدت بالفعل منذ انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه عام 2018.
مع ذلك، قال أحد المقربين من النظام في طهران، في تصريحات خاصة لـ "فاينانشيال تايمز" إن المتشددين سيرغبون في التفاوض ولكن بشروطهم الخاصة، كما أنهم لن يغيروا موقفهم من دعم إيران للجماعات المتشددة في جميع أنحاء المنطقة وتعزيز برنامجها الصاروخي، وأكدوا أن هذين الملفين ليسا محلا تفاوض.