إطلاق مبادرة مصرية - كويتية لدعم المبدعين في المجال الإعلامي
أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إطلاق مبادرة مصرية كويتية لدعم المبدعين في المجال الإعلامي في البلدين، على أن يتم تشكيل فريق عمل من الجانبين للبدء فورًا في وضع ورقة عمل واستراتيجية للمبادرة.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب الصحفي كرم جبر، اليوم السبت، وزير الإعلام والثقافة الكويتي ووزير الدولة لشئون الشباب عبد الرحمن المطيري، وسفير الكويت بالقاهرة السفير محمد صالح الذويخ، بحضور وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب الصحفي صالح الصالحي.
ورحب الكاتب الصحفي كرم جبر -في بداية اللقاء - بالحضور، مؤكدًا أنهم في بلدهم الثانية التي ترحب بهم دائمًا على أرضها، مشيرا إلى أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي هي ضرورة ترسيخ العلاقات الطيبة بين مصر وشقيقاتها الدول العربية، والعمل على وحدة الصف، وأن يمد الإعلام جسور التشاور والتواصل والحوار وتبادل الرؤى في مختلف القضايا التي تخدم المصالح المشتركة بين البلدين، ومساندة القضايا العربية والإسلامية بما يقرّب بين الدول والشعوب.
وأعرب عن تمنياته بأن يكون هناك تعاون مصري كويتي خلال الفترة القادمة تنعكس في السياسات الإعلامية بين البلدين، مضيفًا أن المصالحات العربية التي تمت في الفترة الأخيرة أسهمت في أجواء إيجابية في اللقاءات المختلفة التي عُقِدَت مع وزراء الإعلام العرب.
وأشاد جبر بالعلاقات التاريخية المتينة التي تربط مصر والكويت، وأن مصر تعتز بعلاقتها القومية مع الكويت، والتي تتميز بقوتها على جميع المستويات.
وأشار إلى ضرورة تطوير العلاقات الإعلامية بين البلدين خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا اهتمام الجانب المصري بتطوير هذه العلاقات بصورة مستمرة مع الشقيقة الكويت، مضيفًا أن الإعلام عليه دورًا كبيرًا في التوعية.
وقال جبر، إن خير التجارب هو الأخذ والعطاء فبقدر ما نأخذ نعطي لنصل إلى مرحلة التكامل، فالخبرة ليست حكرًا على أحد بل يجب تبادلها، لنبني قاعدة للمستقبل، لأن نفس المشكلات التي يمر بها الإعلام في مصر هي ما يمر به الإعلام في الكويت.
وأضاف أن الأمة العربية تواجه تحدي الإعلام الإلكتروني وإذا لم نتسلح بالعلم والمعرفة ودخول العالم الجديد بأدواته ووسائله سنواجه حروباً أشرس مع الشركات الكبرى التي تتحكم في الإعلام الجديد، مطالبا بضرورة حل أزمة الصحافة الورقية والإعلام التقليدي في مواجهة الإعلام الجديد حفاظا على الأمن القومي العربي.
وأشار إلى أنه يجب على وسائل الإعلام تغيير طرقها التقليدية لأن الإعلام التقليدي لم يعد يُشكل كثيرًا في صناعة الرأي العام، بعدما ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي ويجب على الإعلام تغيير أدواته، والتواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فقريبًا الأحزاب بمفهومها التقليدي ستبدأ في الاندثار لصالح أحزاب السوشيال ميديا والدليل على ذلك أن أكبر شركة سيارات أجرة لا تمتلك سيارة واحدة، كذلك فأكبر مخازن البضائع في العالم لا تنتج ولا يوجد لديها مقر.
وأكد أن الإعلام العربي، في مواجهة هذه التحديات المشتركة، يحتاج إلى رؤية مشتركة في مقدمتها تحديات الإعلام الجديد الذي تسيطر عليه الشركات الكبرى، وكذلك محاولة نشر الشائعات والأفكار والمعتقدات الخطيرة والدعاية الكاذبة، مضيفًا أنه آن الأوان لتفعيل الاستراتيجيات الموحدة لتطهير العقول من أفكار ومعتقدات أخطر من القنابل والمتفجرات والسيارات المفخخة التي يستخدمها الإرهابيون، لنحمي شبابنا من الوقوع في براثن تلك الجماعات.
من جانبه، أعرب وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشئون الشباب بالكويت عبد الرحمن المطيري، عن تطلع بلاده لتطوير مستوى التعاون الإعلامي بين البلدين، مشيرًا إلى موقف الكويت الثابت والداعم لمصر على جميع المستويات.
وأكد المطيري، سعادته بلقاء الكاتب الصحفي كرم جبر، مضيفًا أن العلاقات المصرية الكويتية الإعلامية متميزة للغاية وتمتد لعشرات السنوات وما زالت، وذلك في إطار العلاقات التاريخية والمتجذرة في شتى المجالات.
وأضاف أنه يرى اليوم تطورًا كبيرًا في المشهد الإعلامي المصري يواكب التطور العالمي، موضحًا أن ذلك يأتي ضمن مسيرة التطور والإنجاز الذي تشهده مصر في كل المجالات تحت قيادة سياسية حكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، معربا عن تطلعه لزيادة العلاقات الإعلامية بين البلدين لتواكب العلاقات السياسية.
وأوضح المطيري حرصه على تعزيز مجالات التعاون المشترك بين وسائل الإعلام في الدولتين، وأن تتوحد جهودهما لخدمة القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي، وأن تعمل على تنفيذ شراكة استراتيجية بين المؤسسات الإعلامية في البلدين، ومواصلة العلاقات المؤسسية الواضحة التي تقوم على تبادل الخبرات بين وسائل الإعلام المختلفة في البلدين، خاصة في الإعلام الرقمي الذي أصبح على رأس المنظومة الإعلامية في كافة الدول مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم أجمع.
كما أكد أهمية أن يكون الإعلام هو همزة الوصل بين كافة البلاد العربية، وخاصة مصر، وأن يكون إعلامًا قويًا يتمكن من مواجهة التحديات التي تواجه الوطن العربي، لأن ما يؤثر في أية دولة عربية يؤثر في العرب أجمع والعكس صحيح، ويعمل على زيادة الوعي لدي الشباب بالأخطار التي تواجه أوطانهم، خاصة وأن أكثر من 60% من الوطن العربي شباب، مثلما حدث في موكب نقل المومياوات الذي نفذته مصر باقتدار وأبهر الشباب أجمع فساروا يتفاخرون بتاريخهم العظيم الممتد لآلاف السنين.
فيما قال السفير محمد صالح الذويخ إنه لا بد من أن يكون هناك ملتقى إعلامي كويتي مصري، يتم خلاله تبادل الرؤى والخبرات على كل الأصعدة؛ لأن هناك إرثا غنيا في العلاقات بين جميع المؤسسات الإعلامية والثقافية في الدولتين.
وأشار إلى أهمية تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، لذلك علينا تنمية الإبداع والتواصل المشترك، وكذلك استثمار الكفاءات الشبابية في البلدين للوصول إلى مستقبل أفضل، وأن يكون هناك تناسق بين الشباب في الدولتين لنصل إلى نبذ الكراهية، خصوصًا مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم.
حضر اللقاء من الجانب الكويتي فيصل المتلقم وكيل وزارة الإعلام لقطاع الإعلام الخارجي، والدكتور فواز العجمي مستشار وزير الإعلام والثقافة.