وزير الأوقاف: «الفساد صوره ومخاطره» موضوع خطبة الجمعة المقبلة
قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن موضوع خطبة الجمعة القادمة 25 يونيو الجاري سيكون تحت عنوان: (الفساد صوره ومخاطره).
وأكد وزير الأوقاف، أن الفساد ظاهرة سلبية مدمرة للأفراد والدول، ويعد طمع النفس وغياب الوعي من أهم أسبابها، وهو داء يقتل الطموح، ويدمر قيم المجتمع، ويعَد خطرًا مباشرًا على الوطن، ويقف عقبة في سبل البناء والتنمية، يبدد الموارد، ويهدر الطاقات.
وأوضح وزير الأوقاف، أن القضاء على الفساد أحد أهم مقومات أي حكم رشيد، فالحكم الرشيد يبنى على أربع دعائم أساسية، هي (إقامة العدل، ومواجهة الفساد، وحرية المعتقد، والعمل على تحسين أحوال الناس).
وأشار إلى أن الحفاظ على الأموال أحد أهم الكليات الست التي أحاطها الشرع الحنيف بالعناية والرعاية والصيانة، فشرع للحفاظ على المال حد السرقة، كما شرع الضمان، والحوالة، والكفالة، والوكالة، وندبنا إلى توثيق الديون والمعاملات، وكل ما من شأنه الحفاظ على الحقوق، فقال سبحانه وتعالى: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "، ويقول سبحانه: "وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ".
وقال إن الفساد له صور متعددة منها (الغش) سواء أكان غشًّا في الكم أم في النوع، في الكم بتطفيف الكيل أو الميزان أو المقياس أو الكميات، وفي النوع بمحاولة إظهار الردئ في صورة الجيد، فعندما مر نبينا (صلى الله عليه وسلم) علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي (صحيح مسلم).
وأضاف أن من الفساد أيضًا الرشوة والاختلاس وكل ألوان المحاباة والمجاملة وما يدخل في باب إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق ، كتربيح الغير أو تنفيعه أو محاباته أو مجاملته أو إفادته بأي لون من ألوان النفع المادي أو المعنوي، فهذه الأدواء ما دخلت في شيء إلا أعاقته، ولا مجتمعًا إلا أفسدته، ولا بيتًا إلا خربته، ولا جوف شخص إلا أهلكته.
وتابع: ومن الفساد أخذ الأجر دون الوفاء بحق العمل، فبعض الناس قد يظن أن احتياله على الغياب من عمله أو هروبه منه أو عدم الوفاء بحقه أمرًا سهلاً، فالحق مقابل الواجب، وإلا لاختل نظام الحياة وانفرط عقدها، ومن الفساد كذلك الاعتداء على المال العام أو على أملاك الدولة أو أي من مرافقها بدون حق، ومنه الاعتداء بأي صورة من الصور على أعيان الوقف وأمواله أو محاولة الاستفادة منها بأقل من القيمة العادلة أو التهرب من سداد مستحقاتها.
وأكد أن القضاء على الفساد وعمل الحوكمة الكفيلة بالقضاء عليه واجب شرعي ووطني ومجتمعي، يقول الحق سبحانه وتعالى: "فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ"، فالفساد نقمة والإصلاح نعمة، ويقول تعالى: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ"، ويقول سبحانه: "قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، مبينا أن المفسد أو المختلس أو مستحل الحرام حتى إن أفلت من حساب الخلق فلن يفلت أبدًا من قبضة الخالق "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".
ووجه وزير الأوقاف الأئمة إلى الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين "الأولى والثانية" مراعاة للظروف الراهنة، سائلا الله العلي القدير أن يُعجِّل برفع البلاء عن البلاد والعباد، عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين، وألا يكتب علينا ولا على أحد من خلقه غلق بيوته مرة أخرى.