رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

وزير الأوقاف: الأمن على النفس شرط لوجوب الحج

نشر
الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

أكد وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، أن الأمن على النفس شرط لوجوب الحج، وأن الأصل في حرم الله الآمن التمكين، وكل هذه الأدواء من الخوف والجوائح والغوائل والأوبئة إلى زوال، داعيًا الله سبحانه أن يفرج الكرب وأن يرفع الوباء والبلاء، وأن يأتي علينا العام المقبل وقد رفع الله (عز وجل) عنا الوباء والبلاء.

وقال وزير الأوقاف- في خطبة وصلاة الجمعة التي أداها، اليوم، بمسجد (آل شامي) بمدينة المحلة الكبرى، تحت عنوان (الحج في زمن الأوبئة)، إن الأمن على النفس شرط لوجوب الحج، وقد ذكر العلماء للاستطاعة ثلاثة جوانب: الاستطاعة البدنية فإن فرائض الله (عز وجل) على عباده يشترط لها الاستطاعة البدنية، والاستطاعة المالية، والأمن على النفس من الهلاك أو التعرض له، وهو ما عبر عنه فقهاؤنا القدامى بأمن الطريق من اللصوص وقطاع الطرق ومواسم السيول ونحو ذلك، فإذا كان الخطر مظنونًا مع توقع قطع الطريق فإنه مترجح طبيًّا حال انتشار الأوبئة، وهو ما يجعلنا نؤكد أن القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بشأن الحج قرار صائب وحكيم ويتسق مع فهم صحيح الدين، وموافق لصحيح الشرع.

وأضاف أن من نوى حج الفريضة فمات قبل أن يحج فهو بنيته، وكذلك من حبسه العذر عن أدائها فلا إثم ولا حرج عليه بل إن الله (عز وجل) يثيبه بصادق نيته، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كُتِبَتْ له حَسَنَةً، ومَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَعَمِلَها، كُتِبَتْ له عَشْرًا إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ"، مؤكدًا أن قضاء حوائج الناس على المطلق حتى في غير وقت الحوائج أولى من تكرار الحج والعمرة فما بالكم بذلك في زمن الجوائح والشدائد، ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْحَجُّ، فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: لَوْ قُلْتَهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةً فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ" والتطوع يرتبط بأحوال الأمم وظروف الناس ويسار الدول وظروفها الاقتصادية، فمن كان قد نوى حج النافلة فتصدق بقيمة ما كان قد نوى الحج به فله الأجر مرتين، الأول: بنيته، والثاني: بصدقته، والله يضاعف لمن يشاء.

وأشار إلى أن من فضل الله على خلقه ورحمته بهم أن جعل أبواب الخير واسعة بلا حدود، فالتكبير صدقة، والتحميد صدقة والتهليل صدقة، وإرشاد الضال صدقة، وأن تبصر للأعمى صدقة، وأن تسمع الأصم صدقة، وأن تكف الأذى عن الطريق صدقة، وأن تكف الأذى عن الناس صدقة، موضحا أن مما يفعله الحجيج "الهدى"، قد جعل الله لغير الحجيج بديلًا؛ وهو الأضحية، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "ضحوا فإنها سنة أبيكم إبراهيم"، والأضحية لها فضل عظيم، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا"، وذلك مع مراعاة الضوابط الشرعية، والصحية، والبيطرية، والبيئية.

وقال: "علينا أن نعلم أن طاعة الله لا تنال بمعصيته، فلا نؤذي جيراننا والناس بمخلفات الأضحية، وأن نذبح في الأماكن المخصصة للذبح، فإن تعذر ذلك ففي صك الأضحية وسيلة آمنة لمن لا يستطيع أن يحقق هذه الضوابط، بل حتى لو استطعت أن تضحي بنفسك، فيمكنك أن تجمع بين الحسنيين؛ فيذهب الصك للفقراء والمحتاجين في كل مكان بعزة وأمانة.

وأضاف أن من أهم مشاعر الحجيج التلبية، وهي أمر قلبي لا أن يكون لفظيًا فقط، والمؤمن الحقيقي يلبي بالروح والعقل والقلب والجسد والكيان كله، فالتلبية الحقيقية تكون بالقلب ولا تقتصر على زمان أو مكان، ويقول المؤمن لبيك اللهم لبيك، أي إجابة بعد إجابة، لبيك طاعة لا عصيانًا لبيك اللهم لبيك تقولها في البر والبحر والسهل والجبل والبدو والحضر والحل والحرم، سائلًا الله العلي العظيم أن يعجل برفع البلاء والوباء عن مصرنا وسائر بلاد العالمين وعن البشرية جمعاء.

عاجل