«الفن والعمارة.. أجيال من الإبداع».. ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة
عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، ندوة نظمتها لجنة الفنون التشكيلية والعمارة ومقررتها الدكتورة دليلة الكرداني، بعنوان "الفن والعمارة.. أجيال من الإبداع"، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، أدارتها المهندسة علياء الساداتي - عضو اللجنة، وقد تحدثت حول العمارة والفنون، ذاكرة أن العمارة فكر وفن وفلسفة، وليست مجرد دور وظيفي وبنائي فقط، ملقية الضوء على المكون الفني للأعمال المعمارية، وعلى التقاطعات والمجالات المشتركة بين الفنون التشكيلية والعمارة.
يأتي هذا تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
وأشارت علياء الساداتى، إلى التزامنات بين الفترات التاريخية مثل الترابط بين عمارة الباروك وموسيقى الباروك، ملحمة إلى جمع العمارة بين مفردات التعبير الجمالي كالإيقاع والتتابع والاتزان والوحدة والتباين والتكوين، كما أن محاولات استعارة المداخل والتجارب بين المجالات، وكذلك تأثر العمارة بالحركات الفنية وتأثيرها فى الحركات الفنية.
وتحدث المعماري إكرام نصحى- مدير مركز ويصا واصف للفنون، حول تجربة رمسيس ويصا واصف المعماري والفنان، قائلا:" وقد ولد رمسيس ويصا واصف عام 1911 لأب سياسي معروف، وكان رمسيس لديه مواهب فنية كثيرة، وكان لدى والده صالون فني أسبوعي ويتردد عليه محمود مختار الذي أحبه رمسيس، وقرر بسبب إعجابه به أن يدرس النحت، لكن والده نصحه بدراسة العمارة لأن الفن وحده لا يكفل حياة ميسورة، وكان أول تصميماته مدارس الليسيه، وكذلك صمم متحف مختار، في عامي 1959، و1960، ولكنه لم يدعَ إلى افتتاحه لأنه صممه على الطراز المصري القديم، وكان من أبرز جهوده كذلك مدارس النسيج، والتي بدأها بشكل عام سنة 1941، وبدأ تجربته في الحرانية عام 1951.
وقدم الفنان الدكتور مصطفى الرزاز، عضو المجلس الأعلى للثقافة والحاصل على جائزة النيل في الفنون، رؤيته حول التصميم والطاقة الإبداعية في الفن والعمارة، موضحًا أن كليات الهندسة والفنون تخرج كل عام آلاف المهندسين والفنانين، ولكن الفنانين الحقيقيين آحاد، لأن الكليات تخرج مهنيين يصيرون ناجحين في العمل لكنهم ليسوا فنانين، فالمهندس المعماري مهني محترف في مجاله، لكن الفنان شيء مختلف، لأنه يبحث عما يستفزه ويستفز هو به الناس ويروضه حتى يصنع شيئًا مختلفًا، فحين نقرأ عن الفنانين العظام في التاريخ سنجد أنهم أولئك الذين صنعوا طفرة، فعلى سبيل المثال فنانو عصر النهضة كانوا جميعًا معماريين عظامًا.
وتابع الدكتور مصطفى الرزاز، وإذا تحدثنا عن نظرية الألوان في الفن فسوف نجد أنها ليست ذات جدوى للفنان الحق، ولكننا ندرسها حتى تكون لدينا لغة خطاب فني مشتركة، وأما الفنان فيتبع حسه الفني في إبداعه.
كما شارك الدكتور محمد توفيق عبدالجواد، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، بكلمة مسجلة عن استعادة الفن للعمارة، مبتديا حديثه حول الجدل الذي مايزال دائرًا إن كانت العمارة علمًا أم فنًّا، مشيرًا إلى أن المعماريين منذ الحضارة المصرية القديمة وحتى عصر النهضة كانوا فنانين وملمين بالطب والشعر والفلسفة.
وقال الدكتور أيمن ونس، أستاذ التصميم العمراني والبيئي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، حول ضبابية الحدود بين الفن والعمارة، من خلال علاقة العمارة بالفنون، متسائلا كيف يعالج المعماري عملًا نحتيًا ووظيفيًّا في الوقت نفسه، وما الصعوبات التي تواجهه؟، فالعمارة عمل نحتي بامتياز.