وزيرة الإعلام اللبناني : لن ننجو من المهالك إلا بتضامن عربي ودولي
قالت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبدالصمد في كلمتها في أعمال الدورة الـ51 لمجلس وزراء الإعلام العرب، أننا نجتمع اليوم في ظل ظروف قاسية واستثنائية، سواء جائحة كورونا التي اثقلت مجتمعات العالم اجمع وفرضت قيودا" على تنقلاتِنا ونمط حياتِنا، أو حالات التوتر التي تعيشها بعض دولنا العربية الشقيقة، لا سيما ما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق والطاقم الإعلامي الفلسطيني. نحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى الى التلاقي والتضامن والتعاون بروح المسؤولية التشاركية والجهود البنّاءة، لنؤكد أهمية دورنا كمجلس وزراء الاعلام العرب في الواقع الحقيقي لا الإفتراضي على الساحة العربية والدولية.
وأضافت أنه لا شك أن الإعلام بمختلف أشكاله يشكّل المنصّة الأمثل للتواصل والتفاعل، وعندما يكون إعلامنا بخير، تكون أوطاننا بخير، ومن منطلق تعزيز الاعلام الايجابي الذي يقوم على الموضوعية ونبذ كل دعاوى التحيّز والتمييز والتعصّب أيا كانت أشكاله ومحاربة الفكر التطرفي، تقدّم المتغيرات الراهنة فرصا" يمكن الاستثمار فيها، لتحقيق مزيد من التقارب بين دولنا العربية الشقيقة، لتطوير العمل الاعلامي المشترك في هذا الاتجاه، لما فيه مصلحة مجتمعاتنا وشعوبنا.
ومن على هذا المنبر، أجدّد تمسّك الإعلام اللبناني بالمسؤولية الكاملة حيال قضايا اوطاننا العربية، وندعو ونؤكد على تمسّكنا بتاريخنا وقيمنا وتقاليدنا المشتركة، والعمل على ابراز تميّزها بافضل السبل.
وأضافت أننى أشارك مجلسكم الكريم اليوم، حاملة معي أوجاع بيروت التي تتألم منذ انفجار المرفأ في 4 اغسطس 2020 ، والذي صُنّف من بين أقوى الإنفجارات التي شهدها التاريخ، وقد شكّل مأساة هزّت الضمائر الإنسانية في لبنان والعالم العربي والعالم أجمع.
والبلد الصغير، بين إخوته البلدان العربية، استضاف العدد الأكبر من اشقائه النازحين السوريين وفق قاعدة "بيت الضيق بيساع لألف صديق" إلى أن انفجرت الجغرافيا الضيقة بنا وبهم. أكثر من 50 مليار دولار رتّب النزوح السوري على لبنان، الذي كان يئن أصلاً تحت عبء دين عام، الأمر الذي ساعد في الاسراع في عملية الانزلاق نحو ازمة اقتصادية غير مسبوقة، لم تعد تنفع معها المسكّنات وانما الحلول الجذرية ، ولن ننجو من مهالكها الآنية والمستقبلية إلاّ بتضامن عربي ودولي معنا، كان لبنان، ولا يزال، شريكاً فاعلاً وحاضراً دائماً الى جانب أشقائه العرب في مواجهة مختلف التحديات والأزمات، وكانت الدول العربية الشقيقة، وستبقى، خير السند الذي وقف دائماً الى جانبنا، في كل المحطات، وفي كل الظروف، عبر المبادرات الطيبة والمساعدات والجهود المشكورة لتعزيز اللحمة واعادة الإعمار والتنمية في كافة القطاعات.
كل ما أتمناه للدول العربية الشقيقة ولشعوبنا الطيبة، هو المزيد من الإستقرار والإزدهار والخير والتقدم على كل الأصعدة، وخاصة على الصعيد الإعلامي بمواكبة التطورات التكنولوجية، لنقل قضايانا وهمومنا، وللإضاءة على إنجازاتنا ومشاريعنا وتطلعاتنا المستقبلية.