رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تعرف على «سنب كاي» محارب الهكسوس الأول

نشر
مستقبل وطن نيوز

رصدت المرشدة السياحية باللغة الروسية ميرنا محمد ملامح شخصية "سنب كاي" محارب الهكسوس الأول الذي يُعتقد أنه حكم مصر في القرن السابع عشر قبل الميلاد وقتل قبل 37 قرنًا في معركة حربية مع الهكسوس الغزاة وذلك من خلال ما كشفت عنه بعثة أثرية من مقبرة هذا الملك في منطقة "أبيدوس"، بمحافظة سوهاج.

وأوضحت ميرنا محمد، أن البعثة وجدت اسم "سنب كاي"، منقوشًا بالكتابات الهيروغليفية داخل خرطوش ملكي، مؤكدة أن هذا الاسم يظهر لأول مرة في التاريخ المصري القديم، وقد تمت دراسة على الهيكل العظمي للملك توصلت إلى تعرضه "لهجوم شرس" وإصابته بثمانية عشر جرحًا منها قطوع رأسية بقدميه وأسفل ظهره وعدة ضربات بالجمجمة.

ويشير خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء، بوزارة السياحة، إلى أن واقعة وفاة الملك كانت قاسية إلى درجة كبيرة، فالضربات الظاهرة بالجمجمة تحديدًا توضح قياسات الفؤوس المستخدمة في تلك المعركة والتي تميز بها عصر الانتقال الثاني.

وأوضح أن الملك قتل على مسافة كبيرة من مقر إقامته إذ "يبدو أنه حنط بعد فترة كبيرة من وفاته" ورجحت دراسة الهيكل العظمى أنه كان يمتطي جوادًا أوعجلة حربية حينما سقط قتيلا حيث بدأ مهاجموه بضربه في أسفل الظهر ثم ضربه على كاحليه ثم قدميه حتى أسقطوه وتمكنوا "من القضاء عليه من خلال ضربات فؤوسهم المتتالية على الجمجمة."

كما أفادت بوفاة الملك "سنب كاي"، بين سن 35 و49 عامًا "على أكثر تقدير"، وأن طوله يتراوح بين 172 و182 سنتيمترا، وأنه بالرغم من عدم شيوع استخدام الخيول في القتال فإن "المصريين أظهروا كفاءتهم في ركوب الخيل أثناء عصر الانتقال الثاني حتى قبل التطور الكامل لتقنية العجلة الحربية في مصر القديمة".

ولفت الدكتور ريحان، إلى أنه من المرجح أن "سنب كاي" هو أحد ملوك أسرة "أبيدوس"، التي حكمت مصر خلال عصر "الانتقال الثاني"عندما كانت مصر مقسمة إلى ممالك محلية، وبدأ عصر الانتقال الثاني نحو عام 1786 قبل الميلاد واستمر حتى عام 1567 قبل الميلاد وشهد غزو الهكسوس لمصر حتى تمكن أحمس الأول من تكوين جيش وطني وطردهم وأسس الأسرة الثامنة عشرة (1567-1320 قبل الميلاد)، وأن فترة حكم الملك يكتنفها الغموض، لعدم توافر أية معلومات عنها، حتى تم الكشف عن مقبرته  كما أن تواضع حجم المقبرة يدل على تدهور الحالة الاقتصادية في تلك الفترة.

وتم العثور على بقايا الهيكل العظمي للملك في "حالة سيئة"، داخل بقايا تابوت خشبي، ولم يتم العثور على أي أثاث جنائزي بالمقبرة، وأن الدراسات المستقبلية إذا أثبتت أنه قتل في معركة سيكون "أول الملوك الأبطال الذين قتلوا في سبيل تحرير مصر من الهكسوس".
 

عاجل