تحدى كورونا وظروفه وقلة الحيلة.. قهوجي يبتكر مشروعا لكسب الرزق

لا يحتاج محمود إلى دعاية لقهوته التي يصنعها على الرمال، وهو يقف خلف برميل، على جانب الطريق، فرائحة البن قادرة على أن تجذب إليه أصحاب المزاج، الذين يقفون بسيارتهم من أجل الحصول على كوب يضبطون به أدمغتهم أثناء الذهاب إلى العمل أو العودة منه.

أمام قرية الحصاينة بمركز السنبلاوين، بمحافظة الدقهلية، قرر محمود أحمد (37 عاما) أن يفتتح مشروعه الصغير ليسترزق منه، بعد أن تسبب فيروس كورونا في وقف حال عائلته التي تمتلك أكبر بوفيه للمناسبات (افراح ومآتم).

فشل محمود في الالتحاق بأي عمل آخر، وحين جلس مع نفسه، وفكر في الأمر، وجد أنه يمتلك صنعه "تأكله الشهد" وكل ما عليه أن يقوم بها بعيدا عن الأفراح والمآتم والتجمعات، فأحضر برميلا، ورملا، قائلا: "اللى هيفكر ويشغل دماغه هيلاقي" .

وحول تكلفة المشروع الصغير، قال محمود: إنها لم  تتجاوز 2000 جنيه، بدأت ببرميل، ذهب به للحداد، ثم السمكري والبوهيجي، وتابعه حتى انتهى منه وأطلق عليه اسم "الهيبة".

وشعر محمود بالسعادة والناس يرحبون بالفكرة، ويقبلون عليه للحصول على كوب من القهوة (سعره 5 جنيهات)، مؤكدا أنه يستخدم الأكواب الورقية حتى لا يتسبب في نقل العدوى، ووجه  رسالة لكل شاب قائلا: "اشتغل وماتستناش الوظيفة".

وشكر محمود، الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لأنه أكبر مشجع للشباب، ويحثهم دائما على العمل تحت أي ظرف، مطالبا المجلس المحلي بعدم التعرض له ووقف حاله من جديد.