في اليوم العالمي للبيئة.. خبير: مصر تمتلك العديد من المحميات الطبيعية
أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، امتلاك مصر العديد من المحميات الطبيعية، التي تعتبر مقومات أساسية للسياحة البيئية التي تجعل مصر رائدة.
وأوضح الدكتور عبدالرحيم ريحان، في تصريح خاص لـ"مستقبل وطن نيوز"، أن محمية طابا أعلنت سنة 1998 وتقع في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة طابا وتبعد 75 كيلو متر عن مدينة نويبع، وتبلغ مساحتها 3590 كيلو متر مربع وتُصنّف بأنها محمية صحاري وتراث طبيعي وتتميز بالتكوينات والتركيبات الجيولوجية البديعة من كهوف وممرات جبلية متعددة مع وجود شبكة من الأودية أهمها أودية وتير والزلجة والصوانة ونخيل وتكثر بالمحمية الأخاديد والفوالق والفواصل المتقاطعة بين الصخور والتي تُعرف (بالكانيونات) أشهرها الكانيون الأبيض والكانيون الأحمر وجميع هذه الكانيونات تجذب السائحين من محبي رحلات السفاري لما فيها من مناظر طبيعية رائعة وأحيانًا بعض المغامرات مثل النزول من أعلى هذه الأخاديد بالحبال ويُعد وادي غزالة أحد أشهر الأودية داخل نطاق محمية طابا، وقديمًا كانت تعيش به قطعان كبيرة من الغزلان التي أخذت أعدادها في التناقص منذ القرن الماضي بسبب الصيد الجائر.
وعن أشهر محميات سيناء وهى محمية سانت كاترين يشير الدكتور ريحان إلى أنها تتميز بعدة قمم جبلية شاهقة مثل جبل سانت كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وجبل الصناع وجبل البنات وجبل عباس، وقد أُعلنت منطقة سانت كاترين محمية طبيعية في عام 1988وتُصنّف بأنّها محمية تراث طبيعي وثقافي عالمي وهي من أكبر المحميات الطبيعية في شبه جزيرة سيناء كلها حيث تشغل مساحتها حوالي 4300 كيلومتر مربع وأُدرجت 15% من مساحة المحمية ضمن مناطق التراث الثقافي العالمي.
وتكسو جبال سانت كاترين في الشتاء الثلوج باللون الأبيض الناصع والذي يُشكل مع خُضرة الواحات الطبيعية المنتشرة بكثافة حول عيون وآبار المياه في المنطقة لوحة فنية بديعة ومنظرًا لا تألفه العين في مصر قاطبة إلا نادرًا، ولأنّ منطقة محمية سانت كاترين ترتفع لأكثر من ألف وستمائة متر فوق مستوي سطح البحر وتخلو من أي مصادر للتلوث فإنها تعد أولي مناطق مصر من حيث جودة المناخ حيث الهواء النقي والصحي طوال العام.
وينوه الدكتور ريحان إلى جماليات محمية أبو جلوم بجنوب سيناء أعلنت عام 1992 وتصنّف كمحمية مناظر طبيعية وموقعها علي خليج العقبة علي الطريق بين شرم الشيخ وطابا في منطقة تُسمي وادي الرساسة، مساحتها 500 كم2 منها 350 كم2 في اليابسة و 150 كم2 في النطاق المائي وتُعتبر رحلة أبوجالوم واحدة من أمتع البرامج السياحية علي الإطلاق وذلك من فرط ما يراه السائحون من جنّة من الشعاب المرجانية ومغامرة الكهوف العميقة تحت سطح الماء، خاصة في (البلوهول) وكذلك مناظر الجبال التي تحيط بخليج العقبة علي كلا جانبيه في مصر والسعودية، بالإضافة إلي متعة مشاهدة كل ذلك من فوق ظهور الجمال
ويتابع الدكتور ريحان أن محمية نبق تقع على الساحل الغربي لخليج العقبة في المنطقة بين شرم الشيخ ووادي أم عدوي، وتبعد المحمية مسافة 35 كم شمال مدينة شرم الشيخ وتبلغ مساحتها 600 كم2 منها 440 كم2 في اليابسة و 160 كم2 في النطاق المائي وقد أُعلنت المنطقة محمية طبيعية سنة 1992 وأهم ما يميز المحمية أشجار التى تمتد علي مسافة 8 كم والمانجروف هو أحد أجناس الأيكات الساحلية، والمانجروف شجرة صغيرة نسبيًا حيث يترواح ارتفاعها من 1 إلى 3 متر وأوراقها ذات لون أخضر فاتح من أعلى ولون رمادي باهت من أسفل، أمّا الأزهار فهي صفراء اللون وتنمو أشجار المانجروف في المياه المالحة، ومن عجائب قدرة الله في خلقه أنه سبحانه وتعالى هيأ لهذه الشجرة كل وسائل الحياة للتأقلم مع البيئة المحيطة حيث لدي المانجروف آلية خاصة لتحلية مياه البحر، فتقوم جذور المانجروف بامتصاص الماء المالح من البحر ثم تتخلص من الملح الذى يظهر في شكل حبيبات أو بللورات صغيرة على أوراق النبات.
ولفت الدكتور ريحان إلى أهمية محمية رأس محمد عالميًا والتي تعد منطقة الغوص الأولى فى العالم وتقع المحمية في أقصي الجزء الجنوبي من سيناء عند التقاء خليج العقبة بخليج السويس وتبعد عن شرم الشيخ 12 كم وأعلنت سنة 1983وتُعتبر رأس محمد أكثر المحميات الطبيعية شهرة وتفردًا في مصر والعالم لما تحويه من ثراء وتنوع بيولوجي تحت الماء يجعل من المنطقة أكبر متحف للأحياء البحرية علي وجه الأرض حيث تزخر بالعديد من أنواع الشعاب المرجانية التي تربو علي مائتي نوع من أصل الشعاب المرجانية الموجودة في البحر الأحمر بالإضافة إلي عشرات الأنواع من الأسماك الملونة والدرافيل وسمك الموراي وسمكة نابليون الشهيرة والسلاحف البحرية والقروش ولذلك كله تدخل محمية رأس محمد في قائمة الشواطئ العشرة الأولى علي مستوي العالم بالنسبة لرياضة الغطس.
وتضم شمال سيناء محمية الزرانيق والبردويل التي تقع في الجزء الشرقي من بحيرة البردويل على مسافة حوالي 25 كم غرب مدينة العريش أعلنت عام 1985 كأحد المواقع الهامة ضمن اتفاقية رامسار الدولية لحماية الأراضي الرطبة الهامة للطيور المائية وذلك نظرًا لموقعها المتميز وبيئتها الطبيعية الغنية التي تعتمد عليها أعداد ضخمة للغاية من الطيور المائية المهاجرة خاصة في منطقة الزرانيق.
ويتابع الدكتور ريحان أن سيناء تشمل كل أنواع الصخور التى ذكرت فى القرآن الكريم فى سورة فاطر آية 27 }أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ{ والبيض وهى الأحجار الحيرية والحمر وهى الأحجار الرملية الحمراء بوادي فيران والجرانيت الأحمر وفى غرب سيناء يقع الجبل الأحمر الذى أطلق عليه هذا الاسم لحمرة تربته ويتفرع لعدة فروع منها جبل الفريع وهو جبل حصين تسيل منه أودية عديدة بها عدة جنان للفاكهة ونقب الهوية وبه عدة ينابيع طبيعية والجبال السود ومنها الجرانيت الأسود ببلاد الطور.
ويضيف الدكتور ريحان أن سيناء تحوى أيضا جبال رمادية وخضراء تتخللها خيوط الذهب الذى استغلها المصريون القدماء فى صناعة أدوات الزينة والكؤوس كما أن هناك جبل شهير خلف دير سانت كاترين تحجرت عليه نباتات قديمة فكلما كسرت جزءًا من هذا الجبل وجدت عليه رسم النبات وتباع قطع من هذه الأحجار بدير سانت كاترين كما تمثل قمة جبل سربال بوادى فيران قمة فريدة تتكون من خمس قمم تمثل تاجاً عظيماً فى شكل نصف دائرة ويسيل من هذه الجبال أودية عديدة تصب فى خليج السويس أو العقبة تعتبر روح سيناء وحياتها ففيها تسيل أنهر المياه وناتج السيول وتتفجر العيون وينبت العشب والشجر وبها مساكن ومزارع أهل سيناء وهى شبكة طرق داخل سيناء كما تتميز سيناء بطيورها وحيواناتها النادرة وعيونها الطبيعية والكبريتية وآبارها وكهوفها الاستشفائية التى تخرج منها المياه الكبريتية فهى تمثل متحفاً طبيعياً للفنون والجمال كما يأتى العالم بأسره لرؤية أجمل منظر شروق على قمة جبل موسى وأجمل منظر غروب بمدينة دهب.