طابية عرابي.. من قلعة أثرية لـ منطقة مهجورة تعاني الإهمال

تعد طابية عرابي بمدينة عزبة البرج من أكبر المناطق الأثرية بمحافظة دمياط؛ حيث شيدها الفرنسيين على أنقاض العزبة؛ انتقاما من أهلها لتعديهم على الجنود الفرنسيين على شكل مستطيل طوله من الشمال إلى الجنوب حوالي 300 م عرضه من الشرق إلى الغرب 200 متر أي بمساحة إجمالية 60000 متر مربع أي ما يعادل 14.3 فدان تقريبا، وتم اعتماد خطوط تجميل حرم أثري بالقرار 201 لسنة 1987 مقداره 20 مترا من جميع الجهات ماعدا الجهة الشمالية الغربية التي يعد طرح النهر حرما طبيعيا للطابية.

بذلك زادت مساحة الطابية مع الحرم الجديد لتبلغ حوالي 25 فدانا تقريبا؛ حيث كانت تضم الطابية العديد من المنشآت والعناصر المعمارية التي لابد من وجودها في أي حصن أو قلعة فقد كانت محاطة بسورين بينهما خندق باتساع 10 أمتار تقريبا لزيادة القدرة الدفاعية للطابية كما تضم منزلا للحكمدار وجملة مخازن للبارود، والمهمات العسكرية، وإسطبلا للخيول، ومطبخا لإعداد الطعام وصهرجا يمدها بالماء وقت الحصار، وقاعة للحكم يجاورها مشنقة وتوالات الاهتمامات بها وتطويرها في عهود العديد من الحكام بداية من محمد علي باشا حتى الخديوي إسماعيل.

وتوجه إليها أحمد عرابي وزير الحربية في عهد الخديوي توفيق عندما أعلن عصيانه على الملك لرفضه الاستسلام لدخول الإنجليز الإسكندرية، فقرر أن يتخذها مركزا للدفاع لمنع دخول الإنجليز عن طريق فرع دمياط؛ حيث أقام جيش عرابي ولذلك سميت بطابية عرابي. 

وعقب ذلك شهدت إهمالا شديدا وتم ضمها للآثار منذ ما يقرب من 32 سنة، ولم تشهد أي عمليات تطوير، وأصبحت الآن جميع المباني مهدمة ويحاول البعض استغلالها؛ حيث أقاموا بداخلها إسطبلات للخيل، ويحاول بعض الخارجين على القانون استغلالها كمأوي لهم. 

وطالب العديد من الأهالي الاهتمام بها وتطويرها لتصبح منطقة أثرية ومزارا هاما؛ خاصة أنها على الضفة المقابلة لرأس البر. 

طابية عرابي