أول فنان تُصنع له دمية باسمه.. رحلة محمود شكوكو من النجارة إلى الفن
قصة غريبة تسببت في تسمية محمود شكوكو بهذا الاسم، فقد كان جده يقوم بتربية ديوك رومي، تتعارك مع بعضها البعض فيصدر كبيرها صوت " ش ش كوكو"، فأصر أن يكون اسم حفيده شكوكو بينما أراد الوالد أن يطلق على ابنه محمود ليصبح في النهاية محمود شكوكو.
عمل محمود شكوكو نجارا في بداية حياته، وتلقى أكثر من علقة على يد والده الذي كان يرفض احتراف ابنه للغناء، حيث كان يعمل شكوكو طوال النهار في الورشة وحين يأتي الليل يذهب للأفراح والموالد.
وكان محمود شكوكو بارا بوالده يمنحه كل الأموال التي يكسبها من الفن وعمله في النجارة ليصرف عليه وعلى أشقاءه، وفوجئ بعد فترة بوالده يخبره أنه ادخر كل أمواله واشترى له عمارة أطلق عليها شكوكو، وكان أول فنان يمتلك سيارة ماركة "بانتيللي"، في الاربعينيات، في الوقت الذي كانت مقصورة فيه على أفراد العائلة المالكة والطبقة الارستقراطية، فأجبر على بيعها.
لم يكن محمود شكوكو يعرف القراءة والكتابة، وحرص على تعلمها دون مدرس، فأخذ يدعو المارة أن يقرأوا له لافتات المحال التجارية، ليحفظ شكلها، كما كان يشتري مجلة "البعكوكة"، ويمنحها لشخص يقرأها له ويكتب كلماتها، حتى تعلم القراءة والكتابة، كما علم نفسه بعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية.
أول أجر تقاضاه محمود شكوكو من عمله في الفن كان قرشين صاغ، أثناء عمله في فرقة سيدة تُدعى فاطمة الكسارة في الموالد، أما النجارة فكان يكسب منها 25 قرشا.
عمل في فرقة الفنان علي الكسار على مسرح في روض الفرج، وشارك بالتمثيل وغناء المونولوجات، وقتما كانت بطلة الفرقة الفنانة سعاد حسين، وأول مرة يرتدي الجلباب كانت بالتزامن مع أغنية كتبها له أحمد المسيري حملت اسم "ورد عليك وفل عليك".
أما أول فيلم شارك فيه فهو فيلم "أحب البلدي"، إخراج حسين فوزي، بطولة أنور وجدي، تحية كاريوكا وغنى خلاله "ورد عليك" و"الحارس الله"، وحصل على البطولة المطلقة أمام الفنانة سامية جمال في فيلم "البني آدم"، لكن أشهر بطولاته السينمائية كانت من خلال فيلم "عنتر ولبلب".
أسس محمود شكوكو فرقة استعراضية خاصة به عام 1946، وتكونت من: عبدالعزيز محمود، وتحية كاريوكا وسميحة توفيق، وتقدم عروضها على مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة، وهو أول فنان مصري يصنع له الشعب دمية، يقبل الأطفال والكبار على شراءها، وكانت عبارة عن تمثال مصنوع من طين وصلصال يرتدي نفس جلبابه وطاقية وعصا.