«فاينانشيال تايمز»: مصر تعزز دورها كأقوى وسيط في الشرق الأوسط
ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن مصر عززت دورها بالفعل كأقوى وسيط في الشرق الأوسط بعد نجاحها في التفاوض على وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مما دعم علاقتها مع الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، في مستهل تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن احتاج في إطار جهوده لوقف الحرب في قطاع غزة لإجراء أول مكالمة هاتفية له مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضافت الصحيفة أنه بعد تصاعد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة، تحدث الزعيمان /المصري والأمريكي/ مرتين. فيما أكدت مفاوضات القاهرة الناجحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والتي أنهت الحرب التي استمرت 11 يومًا وأسفرت عن مقتل 243 فلسطينيًا و12 إسرائيليًا، أهمية القاهرة كوسيط قوي لتهدئة أقدم صراعات المنطقة وأكثرها استعصاءً، كما أنها حظت بالشكر والاستحسان العام من بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى الأسباب المهمة التي يتوجب عليها أن تظل القاهرة شريكًا مهمًا للولايات المتحدة. حيث أكد بايدن، حسبما أعلنت القاهرة، أن الإدارة الأمريكية تتطلع إلى "تعزيز العلاقات الثنائية. في ضوء دور مصر المحوري إقليمياً ودولياً وجهودها السياسية الفاعلة في دعم أمن المنطقة واستقرارها وحل أزماتها".
في الوقت نفسه، ألتقى أنتوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي، بالرئيس السيسي في القاهرة يوم أمس الأربعاء في إطار جولته في الشرق الأوسط لتعزيز الهدنة. فيما أكد أن مصر "شريك حقيقي وفعال" ساعد في إنهاء حرب غزة.
كما نقلت الصحيفة البريطانية عن محللين ودبلوماسيين غربيين قولهم إنه إذا تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، فإن مصر لا تزال في وضع فريد. فهي أول دولة عربية تعقد اتفاق سلام مع إسرائيل في عام 1979 بعد انتصارها في حرب 1973 بما ربط مصر بعلاقات دبلوماسية وأمنية مع إسرائيل منذ عقود.
وأكدت كريستين ديوان، الباحثة المقيمة في معهد دول الخليج العربي بواشنطن، أن "مصر لا تزال تحتفظ برأس المال السياسي والثقافي والروابط المهمة التي بنيت من خلال علاقاتها التاريخية مع أطراف الصراع، فمصر لا تمتلك التاريخ الطويل من الوساطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فحسب، بل أنها تشترك أيضًا في الحدود والمصالح الأمنية مع كل من إسرائيل وغزة.