خبير يكشف حقيقة وجود آثار يهودية في العالم
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن كل الحقائق الأثرية تكذب الادعاءات الإسرائيلية بحقوق تاريخية في فلسطين، وأنه ليس لهم أي أثر في فسطين بل والعالم كله سوى مقبرة بفلسطين مشكوك في صحة المدفون بها، فهى مقبرة واحدة تقع فى الوادى المعروف بوادى قدرون بفلسطين ويسميه العرب وادي جهنم، وتمتد هذه المقبرة من وادى جهنم حتى رأس العمود والسفح القبلي من جبل الزيتون وبها أربعة قبور يقصدها اليهود فى أيام معينة، وهى قبر أبشالوم الإبن الثالث لنبي الله داود عليه السلام الذي ثار على أبيه وحاول إسقاطه عن عرشه.
ويوضح الدكتور ريحان بخصوص الهيكل المزعوم أو ما يطلقون عليه "هيكل سليمان" فلا وجود له أثريًا أوتاريخيًا أودينيًا وهو مجرد خرائط مصطنعة وصور خيالية والأقصى هو الواقع الديني والأثري، فحين فتح الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه القدس 15 هجرية – 636م فإن أول ما فعله هو البحث عن مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة واضعًا نصب عينيه الرواية التى سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وقد عثر على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة وكان المكان مطمورًا بالأتربة التي تكاد تخفى معالمه وعند رفع الأتربة كان المكان خالى تمامًا من بقايا أى مبانى سابقة.
ويضيف في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز"، بأن اليهود يدّعوا أن تيتوس الرومانى دمر الهيكل الثانى عام 69م ولكن عندما رفع عمر بن الخطاب الأتربة من موقع المسجد اقصى لم يكن هناك ولو حجر واحد من مباني سابقة ولا أى شواهد أثرية تدل عليه وهذا طبيعى فإذ لم يكن هناك هيكل أول، فبالتالى لايوجد هيكل ثانى وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول، وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة وعندما جاء الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 72هـ – 691م ، ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى عام 86هـ – 709م.
ولقد قامت عالمة الآثار البريطانية كاثلين كينيون بأعمال حفريات بالقدس وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، ولقد اكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلًا بل هو نموذج معمارى لقصر شائع البناء فى عدة مناطق بفلسطين ولقد نشرت هذا فى كتابها (آثار الأرض المقدسة).
وينوه الدكتور ريحان إلى أن ما يدعيه اليهود باسم "حائط المبكى" على أنه من بقايا الهيكل القديم فقد فصل في هذه القضية منذ عام 1929م، حيث جاء فى تقرير لجنة تقصى الحقائق التى أوفدتها عصبة الأمم السابقة على الأمم المتحدة (إن حق ملكية حائط المبكى - البراق – وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن موضع البحث فى هذا التقرير هى للمسلمين لأن الحائط نفسه جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف).
وبخصوص المعابد اليهودية فيكشف الدكتور ريحان عن حقيقة أثرية لأول مرة وهى أن المفهوم الأثري للمعابد اليهودية في مصر والعالم هو كونها طرز معمارية لحضارات أخرى لا علاقة لها باليهود، وقام اليهود بتحويل هذه المباني إلى معابد يهودية لممارسة الطقوس الخاصة بهم، ولكن ليس لها أصل معماري يهودي فالعمارة الإسلامية تعنى وجود أصل معماري وهو المسجد الأول الذى أنشأ ه الرسول صلى الله عليه وسلم والعمارة المسيحية تعنى الأصل البازيليكي للكنيسة المستمد من العمارة الرومانية، ولكن لا يوجد ما يسمى بعمارة يهودية لعدم وجود أصل معمارى لها والذى يتوهمون أنه المعبد الأول وهو الهيكل المزعوم الغير موجود أثريًا وتاريخيًا.
لذلك اتخذت المعابد اليهودية في العالم كله شكل العمارة السائدة في القطر التي بنيت فيه؛ ففي الأندلس بعد الفتح الإسلامي بنيت المعابد اليهودية على الطراز الأندلسي والمعابد اليهودية في مصر على طراز البازيليكا التي بنيت به معظم الكنائس القديمة وحتى المعابد اليهودية في فلسطين تعددت طرزها طبقًا للمفهوم الحضاري للجماعات التي هاجرت إليها، لذلك فهم يحاولوا عن طريق الأبحاث العلمية التي تمتلأ بها دورياتهم والمنتشرة فى كبرى المكتبات فى أنحاء العالم وكذلك وسائل الإعلام التى تمولها العصابات الصهيونية إيهام العالم بتاريخ مزيف يقيمون عليه أطماعهم الاستعمارية.
ويتابع الدكتور ريحان بأنه نتيجة افتقاد إسرائيل للبعد الأثري والتاريخي والحضاري فإنها تلجأ لسرقة الحضارات الأخرى وإلصاقها بالتاريخ اليهودى أمثلة نجمة داود ونقش الشمعدان فهى رموز اتخذتها الصهيونية العالمية لدعم أفكارها الاستعمارية والترسيخ لتأسيس دولة صهيونية قائمة على مجموعة من الأوهام والأساطير تحاول بشتى الطرق أن تصنع لها تاريخًا بسرقة تاريخ وحضارة الآخرين والنجمة السداسية الذى يتخذها الصهاينة شعارًا لهم لا يوجد لها أثر في أسفار العهد القديم وأن علاقة النجمة السداسية باليهود بدأت عام 1648م بمدينة براغ التي كانت في ذلك الوقت جزءًا من الإمبراطورية النمساوية وكان بها مجموعات عرقية تدافع عن المدينة ضد هجمات جيش السويد ومن بينهم مجموعة من اليهود، واقترح إمبراطور النمسا، آنذاك فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من هذه المجموعات راية تحملها، وذلك للتمييز بينهم وبين فلول القوات الغازية، فقام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف (داوود) وهو حرف الدال باللاتينية، وهو على شكل مثلث وكتبه مرة بصورة صحيحة وأخرى مقلوبة ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض، وبهذا حصل على الشكل النجمي الذى أطلق عليه فيما بعد نجمة داوود والتي استخدمتها الحركة الصهيونية فيما بعد في جرائدها ومنشوراتها منذ عام 1881.
ولفت الدكتور ريحان إلى أن النجمة السداسية ارتبطت بمعظم الحضارات كالمصرية القديمة والهندوسية والزرادتشية وانتشرت بشكل كبير في الحضارة الإسلامية، حيث وجدت على العمائر الإسلامية ومنها قلعة الجندى برأس سدر بسيناء التى تبعد 230كم عن القاهرة وأنشأها محرر القدس السلطان صلاح الدين على طريقه الحربي بسيناء من عام 1183 إلى 1187م ووضع هذه النجمة الإسلامية على مدخل القلعة، كما وجدت على المنقولات الإسلامية المختلفة وخصوصًا الخزف دو البريق المعدني الذي ابتدعه الفنان المسلم ذو سحر وبريق خاص عوضًا عن تحريم أواني الذهب والفضة ومنها زخرفة لهذه النجمة السداسية على ثلاثة أطباق من الخزف دو البريق المعدني الذي عثر عليه عام 1997بقلعة رأس راية بطور سيناء على بعد 420كم من القاهرة.