أثري يكشف احتفاظ مصر بنموذج فريد لـ «قبة الصخرة» بقصر الجوهرة
كشف الأثري سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية احتفاظ مصر بنموذج فريد لـ"قبة الصخرة"، أهداها الأمير عبدالله ملك الأردن السابق إلى الملك فاروق بمناسبة زواجه من الملكة فريدة في يناير ١٩٣٨، محفوظ حاليا بقصر الجوهرة الكائن بقلعة الجبل "قلعة صلاح الدين" بالقاهرة.
وأشار الزهار- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم- إلى أن قصر الجوهرة هو أحد القصور الموجودة في قلعة صلاح الدين الأيوبي بجانب مسجد محمد علي وقد تحول لمتحف، وبني القصر في أول الأمر ليكون مقرا لزوجة محمد علي باشا عام 1814م، وقد حرص الباشا على أن يكون القصر غاية في الفخامة والأبهة، فهو يحتوي على العديد من القاعات الكبيرة أهمها قاعة الاستقبال، وقاعة الساعات التي تعد أجمل ما في القصر، وقد زين القصر بأرقى فنون الزخارف سواء بالخشب أو بألواح الجص.
وأكد أن قبة الصخرة، تعد نموذجا فريدا للعمارة الإسلامية، والتي تحظي بمكانة كبيرة في وجدان المجتمعات العربية والإسلامية، ليس لقدسية المكان فحسب، ولكن لرمزية المعنى الكائن للبناء العتيق والذي يحمل في جنباته رمزا للقضية الأهم في المنطقة، ولذلك فإن البناء الأصلي لقبة الصخرة وما تبعه من نماذج مشابهة جاءت للتبرك أو للتذكرة بالقضية أو لرصانة الإبداع الفني والمعماري.
وقال الأثري سامح الزهار، إنه يوجد كذلك في مسجد ومدرسة السلطان حسن بالقاهرة العتيقة، وفى مطلع سلم المسجد من ناحية اليمين، حفر أثرى على جدرانه لقبة الصخرة، ويرجع سبب بنائه إلى أن السلطان حسن أراد بناء منشأة لتكون أضخم منشأة فى العمارة الإسلامية لتخليد اسمه بها، ولكنه اغتيل قبل الانتهاء منها عام 1361م، على يد "يلبغا".
وأضاف أن هذا الحفر البارز لقبة الصخرة والتي بناها عبدالملك بن مروان فى العصر الأموي، لأنها كانت ضمن أملاك الدولة المملوكية، أي قبل نشأة دولة الاحتلال، مما ينفى مزاعمهم بانتمائها إليهم، وتأكيدا على تبعيتها للعرب، ولذلك فإنني أعتبر أن "قبة الصخرة" تاريخ مقدس خارج حيز الجغرافيا.
وأوضح الزهار، أن قبة الصخرة تشكل دلالات تاريخية مهمة في تاريخ العمارة الإسلامية، فهي أقدم أثر باق يشهد على نشأة فن العمارة الإسلامية وعلى جمال زخرفة هذا الفن الجديد، وقبة الصخرة أثر يشهد لبانيه خليفة المسلمين الأموي عبدالملك بن مروان بجهده، ويوضع لبنة أولى في صرح العمارة الإسلامية، أما الصخرة فهي عبارة عن قطعة ضخمة من الصخر تقع تحت القبة في وسط المصلى، طولها من الشمال إلى الجنوب حوالي 18 متراً، وعرضها من الشرق إلى الغرب حوالي أربعة عشر مترا، وأعلى نقطة فيها مرتفعة عن الأرضية نحو متر ونصف، وحولها حاجز من الخشب المنقوش والمدهون، وحول هذا الحاجز مصلى للنساء وله أربعة أبواب، يفصل بينه وبين مصلى الرجال حاجز من الحديد المشبك.
وتابع: إنها مبنية من الحجر على تخطيط مثمن طول ضلعه نحو 12,5 متر وداخل المثمن الخارجي مثمن آخر داخلي وفي كل ضلع من أضلاعه ثلاثة عقود محمولة على عمود وثمانية أكتاف وداخل المثمن الثاني دائرة من 12 عمودا وأربعة أكتاف وفوق الدائرة قبة قطرها 20,44 متراً وارتفاع القبة الحالي يبلغ 35,30 متراً عن مستوى التربة، مرفوعة على رقبة أسطوانة فتحت بها 161 نافذة، وهي من الخشب تغطيها من الداخل طبقة من الجبص ومن الخارج طبقة من الرصاص، وللمسجد أربعة أبواب متعامدة.