رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في عيد ميلاد الزعيم.. عادل إمام أسطورة صنعتها أعمال خالدة

نشر
مستقبل وطن نيوز

لو كان عادل إمام شاعرا فسيكون نزار قباني، كلاهما صاحب مدرسة، المدرس والتلميذ فيها شخص واحد.. لا تفتح أبوابها لتلاميذ جدد ولا تسمح لمدرس آخر أن يزايد عليها بعلمه، وتتميز في أنها لا تخرج أجيالا ولكن تنتج أعمالا، ورغم تشابه خطابها الفني فهي مهمومة بالانحياز للقضايا الكبيرة، والوقوف بجانب الضعفاء والمظلومين، والدفاع عن حقوقهم، والاشتباك مع المزيفين والخونة والإرهابيين، وتغذية الروح الوطنية، والانتصار للبساطة وتنحية الكلكعة.

إذا كان أحمد زكي هو قطعة صلصال يتم تشكيلها في كل مرة على هيئة مختلفة. فإن عادل إمام يشبه «كرة» لا تتغير خواصها وصالحة لألعاب متنوعة.

نجاح عادل إمام في أدواره الأولى أغراه بتقليد عادل إمام!، فيما سار التطوير بحذر وبطء، وهو لا يمل (ولا الجمهور) من تكرار صورته الواحدة  وأسلوبه المحفوظ.

 نظرته إن أضحكت الناس مرة يعيد إنتاجها في كل الأعمال التالية، وحركة من يده، إذا استحسنها المشاهد في أحد أفلامه يتم الاستعانة بها في الفيلم التالي.. وهكذا..

تكشيرة عادل إمام، ورفع حواجبه، وطريقته في «نفخ» دخان السجائر، والجاكت «الجينز» الأزرق، وتسريحة شعره (على جنب)، ولزماته التي يستخدمها في التعبير عن الصدمة، والفرحة، والغضب، والحب.. حتى أسلوبه في القبلة، كلها أشياء ينتظر الجمهور رؤيتها في كل عمل جديد، بالرغْم من أنه شاهدها عشرات المرات من قبل.

اختار النجاح عادل إمام بنفس الرغبة التي اختار فيها عادل إمام النجاح، ومنح كل طرف منهما الثقة للآخر، وكانت النتيجة أنه أصبح «الزعيم» الذي يتهافت الملايين على رؤيته وتعظيم حركاته وسكناته.

اهتم الزعيم في أعماله بمشاكل البسطاء وانحاز للشعب ضد السلطة فكان نافذة الخيال في وقت ضاق  الناس - في مصر- بالواقع، فأحب الناس عادل إمام الممثل لأنه لم يكذب عليهم في فنه، واستطاع أن يظهر معاناتهم ويطالب - نيابة عنهم - بحقوقهم.

وعادل إمام أصيل، لا يتخلى عن زملائه الفنانين الذين تعاونوا معه وكانوا أحد أسباب تفوقه، يأتي بهم في أعماله الجديدة، يعيد اكتشاف مواهبهم، ويراهن عليهم، وينجح في الراهان.

أما المضحكون الجدد فهم يعرفون أن الظهور مع عادل إمام في عمل هو بوابة الحظ، وأقصر طريق إلى النجومية، وفرصة الهروب من «الكحرتة» إلى المقدمة، والبطولة و«المنجهة».

على صفحاتهم الشخصية يحتفل المصريون اليوم بعيد ميلاد عادل إمام الـ81، يعبرون عن محبتهم الخالصة لرجل صار رمزا  لابتسامتهم، وكان سببا في إضحاكهم، والتخفيف عنهم.

 

عاجل