نتنياهو يعترف بفشل القبة الحديدية.. وأرواح الإسرائيليين في متناول صواريخ المقاومة
فشلت القبة الحديدية، في التصدي لعدد كبير من صواريخ المقاومة تمكن من النفاذ بسهولة، لتدمر وتقتل وتتسبب في ذعر الصهاينة الذين باتوا في مرمى الخطر، في حين لم يستطع بنيامين نتنياهو إخفاء الأمر أكثر من ذلك.
رئيس وزراء الدولة العبرية اعترف بفشل القبة في إبطال مفعول الصواريخ القادمة من غزة بشكل كامل، وهو يتفقد إحدى بطاريات القبة الحديدية، ليحبط الإسرائيليين، وهو يخبرهم بأن المواجهة مع غزة «ستستغرق المزيد من الوقت» حسب المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي.
بجانب الخسائر في الأرواح فإن صواريخ المقاومة كبدت الجانب الإسرائيلي عشرات الملايين من الدولارات في يومين فقط (50 مليون)، حيث يكلف الصاروخ الواحد في منظومة القبة الحديدية نحو 150 ألف دولار، فيما تمكنت القبة من اعتراض 850 من بين ألف صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية من غزة، وفق بيان الجيش العبري.
وبعد مقتل 5 إسرائيليين في ضربات صاروخية، بحثت صحيفة التلجراف البريطانية عن تفسير لما يحدث من فشل ذريع للدرع الصاروخي الإسرائيلي حيث أشارت في تقرير لها أن نظام القبة ، الذي يزعم الإسرائيليين، إن معدل اعتراضه يبلغ 90%، جنّب الدولة العبرية من خسائر فادحة في الأرواح.. وفي الوقت نفسه كشفت الصحيفة عن محللين إسرائيليين قولهم إن "مصادر استخباراتية بدأت بالتحذير مؤخراً من أن الفلسطينيين حسنوا بشكل كبير أسلحتهم لدرجة أنها قد "تخترق درع القبة الحديدية" التي تعاني من نقاط ضعف.
ومن جانبه قال المتحدث العسكري الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، "كان من الممكن أن يكون عدد القتلى والجرحى الإسرائيليين أكبر بكثير لولا نظام القبة الحديدية الإسرائيلي"، أما ستيفن واجنر، المحاضر في الأمن الدولي في جامعة برونيل في لندن، فقد قال للصحيفة البريطانية، إن " ذخيرة الفلسطينيين بسيطة ورخيصة ويمكن أن تخترق من حين لآخر نظاماً دفاعياً أنفق عليه مئات ملايين الدولارات بتمويل من الولايات المتحدة".
واختتمت التلجراف تقريرها بنتيجة تقول إن العدد الهائل من الصواريخ في أيدي الفلسطينيين، والتي تم إنتاجها ببضع مئات من الدولارات، يمكن أن تشكل تهديداً على القبة الحديدية، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراض نحو 50 ألف دولار، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
وكانت شركة رافائيل الإسرائيلية الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتطورة قد كشفت في إبريل عام 2010، عن قيامها بتطوير نظام أطلقت عليه اسم "القبة الحديدية"، ويستطيع اعتراض صواريخ «الكاتيوشا» قصيرة المدى التي أطلق حزب الله اللبناني العديد منها على إسرائيل خلال حرب عام 2006.
وفي 2011 تم نشر نظام "القبة الحديدية" بالقرب من قطاع غزة الذي أطلقت حركة حماس منه عشرات صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل، ثم نشرت إسرائيل بطاريات أخرى قرب مدينتي عسقلان وأشدود، وجنوب تل أبيب وقرب مدينة نتيفوت الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً من حدود غزة.
وفي فبراير 2019، أعلن الجيش الأمريكي عن خطط لشراء واختبار نظام القبة الحديدية الإسرائيل، وقدمت الولايات المتحدة دعما كبيرا لتطوير وإنتاج النظام، وتأتي بعض مكوناته بالفعل من الشركات الأمريكية، لكن ورغم أن القبة الحديدية قيد الاستخدام العملياتي من قبل القوات الجوية الإسرائيلية منذ عام 2011، قررت الولايات المتحدة تقييمها وتجربتها.
وتعرض "نظام القبة الحديدية" لانتقادات واسعة داخل إسرائيل، رغم فعاليته بسبب أن عمليه تطويره تحتاج تكلفة باهظة تتخطى مليارات الدولارات، إلا أن قادة إسرائيل سبق وأن أعلنوا إن تلافي أضرار الصواريخ بفضل القبة الحديدية يخفف من حدة الضغوط الداخلية الداعية إلى تصعيد الهجوم الجوي على غزة إلى غزو بري.
وقال جيفري وايت، خبير الدفاع بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: "إن القبة الحديدية لا تنهي تهديدات الصواريخ الفلسطينية، لكنها تسمح إسرائيل بعض الميزات في التعامل مع القذائف الصاروخية، بما يقلل من معدلات القتلى والجرحى والدمار وبما يوفر مرونة في التعامل مع الهجمات ".