في عيد ميلاده.. شريف منير عازف درامز نصحه صلاح جاهين بالتمثيل
ينتمي شريف منير إلى مدرسة السكّر، يذوب في الشخصية التي يجسدها، ويختفي بداخلها، لا تستطيع العثور عليه – أبدًا – كممثل، إنه يشبه أبطال الأفلام التسجيلية، حقيقي جدًا، وكأنه يؤدي دوره في الواقع، أمام الكاميرا الخفية.
ناظر مدرسة السكر، هو عبد الوارث عسر، وأحمد راتب في طليعة الأجيال التي تخرجت فيها، أما ممدوح عبد العليم فقد حصل منها على شهادة تفوق.
أدرك المخرجون أن شريف ممثل فرز أول، فقرروا الاستفادة من إمكانياته الحصرية من خلال أدوار باتت علامات في تاريخ الدراما والسينما العربيتين.
هناك.. في المنصورة تلك المدينة المشهورة بجمال الوشوش والقلوب، ولد شريف منير بعيون ملونة، وملامح أوروبية ممغنطة، قادرة على جذب الفتيات.. وهنا في القاهرة عرف الشاب الصغير طريقه إلى الفن مبكرًا، ولكن كعازف على آلة الدرامز في بداية الثمانينات، فنال تشجيع والدته، وغضب والده الذي نصحه أن يلتفت لدروسه «أحسن له».
عاش صلاح جاهين من قبل ذلك الصراع مع والده «القاضي» الذي أراد له أن يكون وكيلًا للنيابة، وأجبره على مغادرة كلية الفنون الجميلة والالتحاق بـ«الحقوق».
شاهد جاهين حياته الأولى تتكرر مع شريف الذي تصادف أن يكون صديقًا لابنه بهاء، فنصحه بمواصلة مشواره في الفن، ولكن بطرق أبواب التمثيل، واعتبر شريف النصيحة أمرًا، فقدم أوراقه في معهد الفنون المسرحية «قسم التمثيل» وتخرج فيه عام 1986.
37 عامًا هي عمر شريف منير في التمثيل، بدأها سنة 1983 في السينما من خلال فيلم «الاحتياط واجب» مع أحمد زكي ومديحة كامل وإخراج أحمد فؤاد، بينما كانت انطلاقته الحقيقية بمشاركته في مسلسل «ليالي الحلمية» لتتولى أعماله المميزة، على الشاشتين الصغيرة والكبيرة إضافة إلى خشبة المسرح.
سجل شريف منير حضورًا طاغيًا أمام محمود عبد العزيز في «الكيت كات» سنة 1991 وهو يؤدي دور يوسف الشاب الطموح الحالم بالسفر إلى أوروبا، ليبدأ النظر إليه باعتباره واحدًا من «ألماظات السينما العربية» وصاحب موهبة مرعبة، ترغم من يشاهدها على الانحناء.
أما دوره في «سهر الليالي» سنة 2003، فقد كان بمثابة علامة مسجلة في السينما، بإمكان طلاب قسم التمثيل في المعهد مشاهدته كلما رغبوا في فهم مصطلح «الإتقان».
وأمام عادل إمام وقف شريف منير في فيلم «عريس من جهة أمنية» سنة 2004، يقتنص نجاحًا استثنائيًا.يدرك النقاد أنه من الصعب الحصول عليه أمام الحضور الطاغي للزعيم.
ويتغول فنيًا في العام التالي من خلال «ويجا» الذي قدم من خلاله دورًا مركبًا، بآداء سلس، وكأنه يجيد دائمًا وضع الكرة في الشباك من تلك الزاوية التي لا يراها غيره.
ويثبت شريف منير أنه كوميدان من الرعيل الأول، ممن يتعاملون مع المسرح على أنه اختبار مباشر للقبول وعرض أجود الإمكانيات، ما جعله يجتازه بدرجة عشرة على عشرة، وهو ينتزع الضحك من صدور المتفرجين في العديد من الأعمال مثل «حزمني يا» و «رد قرضي» و«ألابندا» و«كده أوكيه»