لها شكل معماري.. ساحة مكشوفة بقلعة الجندي بجنوب سيناء لأداء صلاة العيدين
كشف الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، عن أول ساحة مكشوفة لها شكل معماري ومحراب يحدد اتجاه القبلة و تقام بها صلاة العيدين داخل قلعة إسلامية، موجودة في قلعة الجندي بجنوب سيناء المسجلة كأثر من الآثار الإسلامية عام 1989.
وقال ريحان - اليوم السبت - إنه كان يتم صلاة العيد داخل جامع الناصر محمد بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، وكانت هناك ساحة مكشوفة أو إيوان ليس للصلاة، بل لمد موائد الطعام للناس والذي بنى عليها جامع محمد على بعد ذلك.
وأضاف أن قلعة الجندي، التي تبعد 100كم جنوب شرق السويس و بناها السلطان صلاح الدين من عام 1183 إلى عام 1187م من الحجر الجرانيتي والجيري والرملي تضم مسجدين ومصلى لصلاة القيام والعيدين، موضحا أن المصلى عبارة عن مكان مكشوف له محراب يحدد اتجاه القبلة في جدار طوله 15.9م، وبنى المحراب من الحجر المنحوت وعرضه 80 سم وعمقه 84 سم، وبذلك تعد هي أول ساحة مكشوفة لها معالم معمارية داخل قلعة إسلامية تقام لصلاة العيدين.
وتابع أن القلعة انفردت بهذه الساحة والتي ارتبطت بشهر رمضان لإقامة صلاة التراويح ، كما يضم الجامع الكبير بالقلعة مئذنة بقيت قاعدتها بالطرف الغربي من واجهته الشمالية الغربية وله مدخل معقود بعقد مدبب يعلوه بقايا شرفات، كما أن الواجهة الجنوبية الشرقية للمسجد تعد من أهم الواجهات، حيث كان يوجد بها النص الإنشائي للجامع والصهريج الموجود أسفله وهو موجود حاليا بمتحف الفن الإسلامي بباب الخلق، وتوجد بهذه الواجهة فتحة باب تؤدي للصهريج أسفل الجامع.
ولفت إلى أن الواجهة الشمالية الشرقية للمسجد تتميز بوجود شباكين ويتوج كل شباك عتب حجري به زخارف إشعاعية تخرج من دائرة مركزية تنتهى بأشكال محارية، منوها بأن تخطيط الجامع من الداخل مستطيل مقسم إلى ثلاثة أروقة وكان يسقف الجامع سقف مسطح من براطيم خشبية (كتل خشبية ممتدة بين طرفي السقف وتغلف بالتلوين والتذهيب) من فلوق النخيل مازالت بقاياها موجودة حتى الآن.
وأشار إلى أن قلعة الجندي كانت تقع على الطريق الحربي الشهير لصلاح الدين بوسط سيناء الذي أطلق عليه طريق صدر – آيلة "العقبة" - والقلعة الثانية على قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون بطابا وكان لهذا الطريق الدور الأكبر في انتصار صلاح الدين على الصليبيين في معركة حطين الشهيرة واسترداد بيت المقدس.
وأكد الدكتور ريحان أن لسيناء دور عظيم في الحضارة الإسلامية حيث دخل الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر عن طريق سيناء متخذا طريق رفح – العريش - الفرما حيث وصل العريش 10 ذي الحجة 18هـ الموافق 12 ديسمبر 639م ولم يجد أي نوع من المقاومة ثم العريش فالفرما في أول محرم 19هـ الموافق 2 يناير 640م وكانت سيناء أول منطقة بمصر تضاء بنور الحضارة الإسلامية.
وأضاف أن العصور الإسلامية تتابعت على أرض سيناء وتحولت أرضها الطاهرة إلى منابر إشعاع حضاري من خلال آثار إسلامية عديدة الدينية منها والحربية والمدنية، وتعددت أماكن الصلاة بها فمنها المسجد الجامع الذي يشترط فيه وجود المنبر لإقامة كل الصلوات وصلاة الجمعة، والمسجد لإقامة الصلوات عدا صلاة الجمعة لعدم وجود منبر، والمصلى وهو مكان مكشوف لصلاة القيام في رمضان وصلاة العيدين وله محراب يحدد اتجاه القبلة وكانت هذه المنشآت القوة الروحية كما كانت مدرسة لطرز العمارة والفنون الإسلامية.