الإمام الطيب: لولا الأزهر لما كان هناك «التراث العربي الإسلامي»
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف إن الأزهر بذل جهودًا كبيرة في قضية تجديد أمور الدين لا حصر لها، وكان وسيظل قلعة التجديد والاجتهاد في الإسلام على مدى تاريخ المسلمين بعد عصر الأئمة الأربعة وأئمة المذاهب الفقهية المعتبرة.
وأضاف "الطيب"، خلال تقديمه برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن تراث المسلمين كان قد أشرف على الهلاك بعد أن ضاع على يد الغزاة بالأندلس في الغرب، وبعدما أحرقه التتار في الشرق، ولولا ما عمله الأزهر وعملته مصر في القرون الأربعة الميلادية من الثاني عشر وحتى الخامس عشر، لما كان هناك ما يسمى الآن بالتراث العربي الإسلامي.
وتابع: "الكتب والرسائل التي أفردها العلماء للتجديد قديمًا وحديثًا، وفي مقدمتهم الإمام السيوطي المتوفى 911 هـ، قائلًا إن الراحل ألف كتابين عن التجديد الأول بعنوان: "التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة"، و"الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض".
وأشار شيخ الأزهر الشريف إلى أن كلامه عن الأزهر الشريف ليس تزكية للنفس ولا فخرًا بانتمائه لهذه المؤسسة العظيمة، وإنما من قبيل الدفاع عن عظمة الماضين التي تتعرض اليوم لجرأة إناس لا يعرفون من هم هؤلاء الذين يجترؤون عليهم، ولا يريد أن يعرفوا بعدما أغراهم زبد زائف وزاحف من شواطئ بلاد لا تعرف رب العالمين ولا تريد معرفته.
وتابع شيخ الأزهر الشريف، أن الأزهر ممثل في جماهير علماء الأمة وهيئة كبار العلماء قال كلمته الاخيرة بأنه لا تجديد في النصوص القطعية بأي حال من الأحوال والتي يتعلق معظمها بالعبادات وما يجري مجراها، بينما النصوص الظنية فهي محل اجتهاد وتجديد، والتي تتعلق بالمعاملات.
وأكمل: " لا يجرؤ عالم مهما كان واسع العلم وخارق الذكاء أن يطالعنا بجديد في فرضية العبادات مثل الصلاة وغيرها وتحريم الزنا والسرقة وحرمة الربا والغصب وأحكام المواريث الثابتة نصًا ثبوتًا قطعيًا، وخاصة ميراث الأخ والأخت، والذي يتعرض الآن لمحاولات مستميتة لوقف هذا الحكم الإلهي مسايرة لقوانين الميراث الغربية وتسوية الأخ والأخت في الميراث.