مصري 100%.. شم النسيم احتفال فرعوني يبدأ من شروق الشمس حتى غروبها
منذ نحو 4700 يحتفل المصريون بعيد شم النسيم، حيث يأتي على قائمة الأعياد الزراعية الكونية في مصر القديمة.
أطلق المصري القديم على فصول السنة، اسم "رنبت"، وقسمها إلى ثلاثة فصول فقط، حيث ارتبطت لديه بالدورة الزراعية التي اعتمدت عليها حياته بالكامل، أما أول تلك الفصول فهو: الفيضان الذي أطلق عليه "آخت"، ويبدأ من شهر يوليو حتى أكتوبر، وفصل بذر البذور "برت"، ويبدأ في شهر نوفمبر، أما فصل الحصاد فهو "شمو" الذي يبدأ في شهر مارس.
و"شمو" في اللغة المصرية القديمة، الهيروغليفية، وهي نفس الكلمة التي أطلقها المصريون القدماء على فصل الصيف، وتحولت الكلمة إلى "شم" في اللغة القبطية، التي تعد مرحلة متأخرة من الكتابة المصرية القديمة، لكن بأحرف يونانية، حيث يرى متخصصون في اللغة المصرية القديمة أن لفظ "شم النسيم" ينطوي على تركيب لغوي كامل في اللغة المصرية القديمة هو "شمو (حصاد)- ان (ال)- سم (نبات)"، في دلالة واضحة على عدم تحريف الاسم المصري الأصلي بإدخال كلمة "نسيم" العربية، التي يعرفها المعجم بأنها "ريح لينة لا تحرك شجرا"، للإشارة إلى اعتدال الجو ومقدم فصل الربيع.
واختلف العلماء في تحديد بداية واضحة ودقيقة لاحتفال المصريين بعيد "شم النسيم"، فمنهم من رأى أن الاحتفال بدأ في عصور ما قبل الأسرات، بحسب تقسيم تاريخ مصر القديم.
ورأى آخرون أنه يرجع إلى عام 4000 قبل الميلاد، إلى أن استقر أغلب الرأي على اعتبار الاحتفال الرسمي به في مصر قد بدأ عام 2700 قبل الميلاد، مع نهاية عصر الأسرة الثالثة وبداية عصر الأسرة الرابعة، وإن كانت هذه الآراء لا تنفي ظهوره في فترة سابقة ولو في شكل احتفالات غير رسمية.
بالخروج إلى الحدائق والحقول والمتنزهات واستقبال الشمس عند شروقها، احتفل المصري بعيد شم النسيم وهو يحمل معه طعامه وشرابه، ويقضي يومه في الاحتفال بالعيد ابتداء من شروق الشمس حتى غروبها، ويصطحب معه الآلات الموسيقية.
وتتزين الفتيات في هذا اليوم بعقود الياسمين (زهر الربيع)، ويحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور، فتقام حفلات الرقص على أنغام الناي والمزمار والقيثار، ودقات الدفوف، تصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع، كما تجري المباريات الرياضية والحفلات التمثيلية.
وكان لشم النسيم أطعمته التقليدية المفضلة عند القدماء المصريين، حيث نجد أنها نفس المأكولات التي نتناولها في عصرنا الحالي، والتي انتقلت من عصر الفراعنة إلينا فكانت قامتهم تحتوي على: (البيض- والفسيخ، والبصل، والخس، والملانة).