شيخ الأزهر: هناك موروثات ليست من الدين وتتحكم في حياة الناس
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن هناك موروثات ليست من الدين ولا من الشريعة تتسلط على حياة الناس، وتتحكم في تصرفاتهم وتلحق بهم الكثير من الظلم، وبخاصة في مجال المرأة والطبقية والمساواة بين الناس ومجال الاجتماع بشكل عام، مشيرا إلى أن المفارقات الاجتماعية لا نجد لها تفسيرا لا على مستوى الشريعة ولا على مستوى الرقي الإنساني.
وأضاف "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم السبت، أن شباب الأزهر كان على يقين بأن الشريعة ليست مسؤولة عن هذه العادات السيئة، وعلى دراية كاملة بما تتضمنه مقررات الفقه والتفسير والحديث، موضحا أن كثيرًا من هذه الأحكام غير مطبق في حياتنا، بل مصادر عن عمد لصالح عادات وموروثات جاهلية حلت محلها في قيادة المجتمعات منذ أبد بعيد.
وأشار إلى أنه من الظلم والجهل الفاضح محاسبة الشريعة بما لا نجده في توجيهاتها وأحكامها ، مشيرا إلى أن موضوع التجديد الذي تناولته وسائل الإعلام ازداد غموضًا؛ بسبب كثرة الكلام فيه من غير أهل الاختصاص.
وأوضح شيخ الأزهر الشريف : "سمعنا أصوات تنادي بإلغاء التراث وأصوات أخرى تطالب بالعودة إلى ما كان عليه سالف الأمة وصالح المؤمنين في القرون الثلاثة الأولى ونضرب بجرة قلم ما سوى ذلك"، مشيرا إلى أن الأزهر يعمل على تجديد الفكر الإسلامي، مستدلاً بذلك عقد مؤتمر دولي لتجديد الفكر الإسلامي قادته وزارة الأوقاف برئاسة محمود زقزوق منذ 20 عاما عام 2001.
ونوه بأن الراحل محمود زقزوق أول من فتح ملف تجديد الفكر الإسلامي بعد الشيخ شلتوت والدكتور محمد البهي، لافتا إلى أنه شارك في المؤتمر ببحث بعنوان "ضرورة التجديد"، حرص من خلاله على تشخيص القضية وعرض العقبات التي تعوق طريق الحل والاقتراحات لتخطي العقبات
وأكمل شيخ الأزهر الشريف: "أرى أن أخطر هذه العقبات فتاوى عتيقة لم تعد تنفع المسلمين اليوم والترويج لفتاوى ماجنة تصدر من جهلاء بالإسلام وعلومه وتراثه يقومون بدور مرسوم في تشويه مقدسات المسلمين، أو من منتسبين إلى العلم يهون عليهم بيعه في سوق المنافع وبورصة المناصب والأغراض الدنيا".
ونوه بأن الأزهر استطاع أن يقوم بدور وطني جمع فيه العلماء والمفكرين والكتاب والصحفيين والفنانين لمناقشة هموم الوطن، وإصدار وثائق تساعد المسئولين في واجب الحفاظ على وحدة البلد وحمايتها من الانزلاق إلى ما انزلقت إليه دول اخرى.
ولفت إلى أن الوثيقة الأولى كانت عن مستقبل مصر، والوثيقة الثانية عن دعم إرادة الشعوب العربية، والثالثة كانت عن منظومة الحريات الأساسية، مؤكدا أن ما قام به الأزهر دليلا على دوره الوطني.
وأضاف أن هذه الوثائق أكدت على أن الإسلام لا يعرف في تشريعاته ولا في تاريخه ما يعرف بالدولة الدينية، مع الاحترام التام لآداب الاختلاف.