أول من ارتدت التوب هي السيدة هاجر
«التوب والحبرة».. زي نساء إسنا التراثي يقاوم الموضة والحداثة
على الرغْم من انتشار الزي النسائي العصري في كافة مناطق الصعيد، ما زالت نساء مركز إسنا جنوب الأقصر، يرتدين الزي التراثي وهو "التوب والحبرة" الذي عدّ جزءا من هويتهن ويتميز بالحشمة والوقار.
ويقول عبدالجواد عبدالفتاح الحجاجي، رئيس الآثار الإسلامية والقبطية سابقا، إن أول من ارتدت التوب هي السيدة هاجر زوجة الخليل إبراهيم، وذلك لكى تمسح آثار أقدامها بعد المشي، حتى لا يتتبعها أحد.
أما بالنسبة لأشهر أسماء الزي القديم للمرأة الصعيدية، يشير الحجاجي إلى التوب والحبرة والفرخة، موضحًا أن الحبرة هي ثوب أسود يتم ارتدائه فوق الملابس.
ويوضح رئيس الآثار الإسلامية والقبطية السابق، أن التوب والحبرة هو زي كانت تتميز به نساء الوجه القبلي، أما عن نساء الوجه البحري فكن يرتدين “الملس” وهى مثل العباءة في الوقت الحالي.
بعض المناطق بمحافظة الأقصر حافظت على الموروث من نوع الملابس حتى اليوم، فأصبح هو الرداء المميز لنساء تلك الأماكن، كمدينة إسنا التي تشتهر بزي "الحبرة والفرخة".
حسنية محمد 67عامًا، من إسنا، تقول: إن الحبرة هي زي نساء إسنا ويصل طولها 3 أمتار وعرضها حوالى متر، منها نوعان: حبرة ملونة بالكامل ترتديها الفتاة التي لم تتزوج، مع إظهار وجهها ويدها وتضع المكياج ليرى الناس وجهها، أما النوع الثاني فهو "فرخة" باللون الأسود وهى مخصصة للمتزوجات فوق سن الأربعين فما فوق.
ويذكر جرجس موريس، صانع الحبرة، أن صناعة الحبرة لا توجد في أي مكان سوى مدينة إسنا ويستغرق عمل الحبرة الواحدة عدة أيام وتكلف نحو 400 جنيها، لأنها تصنع يدويا من خامة الحرير، يوجد منها نوعان "الحبرة" التي يكون بها ألوان للفتيات الغير متزوجات أو المخطوبة أو المتزوجة حديثا، و"الفرخة" التي تكون سوداء سادة ليس بها أية ألوان وهى للنساء المتزوجات فوق سن 40 عاما، ويبلغ طولها 3 أمتار إلا ربع بعرض 120 سم.
ويتابع: مهنة صناعة الحبرة أوشكت على الاندثار فلا يعمل فيها غيرنا، حتى أولادنا لا يفكرون في العمل فيها لأنها مرهقة جدا وغير مربحة، ومؤخرا تواصلت معنا شركة "تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة" وذلك بالتعاون مع كل من وزارة السياحة والآثار، ومحافظة الأقصر، ووزارة التعاون الدولي؛ ودعم من "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" في إطار الاتفاقية بين حكومتي جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، بشأن الاستثمار المستدام في السياحة بمصر "سايت"؛ التي تهدف إلى زيادة تنافسية قطاع السياحة من خلال تطوير مواقع التراث الثقافي في مصر.