«السيجة».. التسلية الأولى لكبار السن في رمضان بالأقصر
تمثل الألعاب الشعبية جزءا من الموروث الشعبي لأهل الأقصر، الذي يضم ثقافات من مختلف الحضارات الإنسانية "الفرعونية والقبطية والإسلامية"، وكل حضارة منهم تضم موروثات شعبية منها ما زال يُمارس حتى الآن مثل لعبة السيجة وهي لعبة فرعونية في الأساس تمارس حتى الآن من قبل الكبار والصغار، لكن مؤخرا أوشكت أن تندثر إلا قلة قليلة من كبار السن الذين ما زالوا يحرصون على لعبها خاصة في شهر رمضان لتسلية صيامهم، حيث يفترش كبار السن الأرض بمركز إسنا جنوب الأقصر وحولهم المتفرجون والمشجعون.
وتبدأ اللعبة باجتماع اللاعبين الذين يشكلون مجموعات ثنائية، في شكل حلقات مكونة من لاعبين وجمهور، من خمسة إلى ستة أشخاص للحلقة الواحدة؛ يتابعون مجريات اللعبة، ويتبادلون الخطط والآراء، مع احتفاظ الجميع بالهدوء الذي يميز هذه اللعبة؛ ويخيم السكون والتفكير على الجمهور واللاعبين، ولا تسمع إلا كلمات خاصة باللعبة مثل: "حط السيجة" و "شرّق للسيجة" و" كُل السيجة".
يقول عليان محمود، أحد اللاعبين ومحكم في اللعبة، إن السيجة لعبة شعبية قديمة متوارثة، وهي نوعان "سيجة كلاب وسيجة سلعوة" تتكون سيجة كلاب أو السيجة الخماسية من 25 عينا، 12 نوعا من الزلط ومثلهم من الحصى الأحمر وتوجد عينا فارغة في الوسط، والنوع الآخر سيجة السلعوة وتسمى أيضا سداسية وهى تتكون من 49 عينا وتوجد في المنتصف عينا فارغة، وهذان النوعان لا يلعبهما إلا المحترفون.
ويضيف محمود، أن الفائز هو من يأكل -بحسب ألفاظ اللعبة- أكبر قدر من الحصى من منافسه، وأحيانا تستمر المنافسة لأيام لعدم قدرة أحدهما على كسب الآخر فهما الاثنين على قدر عال من الذكاء والدهاء، مضيفًًا: “نحن نلعبها للتسلية في أوقات الصيام لأنها تصفى الذهن وتنشط الذاكرة وتساعد على التخلص من الملل والاكتئاب وهى تشبه لعبة الشطرنج ولا يلعبها إلا الأذكياء”.
ويشير عبده حجازي، أحد اللاعبين، إلى أن اللعبة ليس بها قوانين بالمعنى المعروف، متابعا: “نحن نلعبها للتسلية لا أكثر فمعظمنا متقاعدين ولا نحب الجلوس في المنازل فنتجمع كل يوم بعد صلاة العصر للعب والسمر، ولعبة السيجة مشابهة للعبة الشطرنج من حيث المقابلة وجهاً لوجه؛ لكنها تختلف في القوانين والصعوبة في المراوغة والخطط، وتنتهي بأكل السيجة الأكثر، حيث أن اللعبة تعتمد على الذكاء في نزول الحجر في المكان المناسب ومحاصرة الخصم”.