استغرق 70 عامًا.. مدير معابد الأقصر: انتهاء تنفيذ 97% من مشروع طريق الكباش
تستعد محافظة الأقصر، خلال الأشهر المقبلة لافتتاح أضخم مشروع أثري في العالم، وهو طريق المواكب الكبرى المعروف بطريق الكباش، والذي سيكون له مردود كبير جدًا على السياحة الثقافية وسيحولها بحق لمتحف مفتوح.
في التقرير التالي يستعرض موقع "مستقبل وطن نيوز" أبرز محطات العمل في المشروع الأثري الضخم.
في البداية يقول مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك بالأقصر، والمشرف العام على المشروع، إن طريق المواكب الكبرى المعروف بطريق الكباش، هو موقع أثري ينتمي إلى موقع طيبة للتراث العالمي، وأحد أهم المعالم الرئيسية لمدينة الأقصر، اكتشف الطريق لأول مرة في 18 مارس 1949 من خلال الحفائر التي كان يجريها الأثري زكريا غنيم أمام واجهة معبد الأقصر واكتشف أول تماثيل موجودة على الطريق.
ويضيف "الصغير"، أن مشروع طريق الكباش من أكبر المشروعات الأثرية ليس في مصر فحسب بل على مستوى العالم، فهذا المشروع استغرق أكثر من 70 عامًا من الحفائر، ونحن في انتظار افتتاح الرئيس السيسي للمشروع هذا العام فلولاه لما تم انتهاء هذا المشروع من خلال الدعم المالي والسياسي الكبير، وكذلك وزير الآثار الدكتور خالد العناني، حيث واجه المشروع عقبات كثيرة وتوقف أكثر من مرة.
ويوضح مدير معابد الكرنك، أن طريق المواكب الكبرى أقامه المصري القديم بدءًا من الأسرة الثامنة عشرة من أمام الصرح العاشر لمعبد الكرنك في اتجاه معبد موت جنوبا، ثم أنشأ الملك نختنبو الأول من الأسرة الثلاثين الجزء الثاني من الطريق، من معبد موت في اتجاه النيل ناحية الغرب، والاتجاه الآخر نحو الجنوب وصولًا لمعبد الأقصر، ويبلغ إجمالي أطوال الطريق 2700 متر، ويوجد على جانبيه التماثيل التي تزين الطريق، وهي ليست كلها من طراز واحد فهناك جزء خاص بالأسرة الثامنة عشرة، وأقدم جزء ملكي يخص الملك توت عنخ آمون، يأخذ شكل جسم أسد ورأس كبش، والجزء الآخر والذي بناه الملك نختنبو الأول من الأسرة الثلاثين، يأخذ شكل أبو الهول وهو جسم أسد ورأس إنسان.
ويتابع المشرف العام على المشروع: اكتشفنا على جانبي الطريق خلال أعمال الحفائر، مقياسًا للنيل من الأسرة الخامسة والعشرين، يوضح ارتفاع منسوب النيل عبر الفصول السنوية الأربعة، ومعاصر للنبيذ وتعتبر هي المعاصر الأكمل والأجمل في حالتها على الإطلاق في مصر، وهناك أحد الأحواض الخاصة بغسيل العنب قبل العصر ونظام صرف متقدم جدًا، واكتشفنا مناطق صناعية كثيرة على جانبي الطريق خاصة بصناعة الأنابيب الفخارية الخاصة بالصرف وبعض الأواني الخاصة بحفظ النبيذ، ومقاصير استراحة الزورق المقدس الخاص بالمواكب الكبرى التي كان المصري القديم يقيمها على طول الطريق، كما يوجد بجوار التماثيل المقامة على جانبي الطريق أحواض لزراعة الزهور والأشجار لتزيين الطريق بها.
ويذكر: وصلنا لنسب تنفيذ عالية جدًا تصل لـ97٪، ونفذنا مداخل مميزة للطريق وتأهيل أماكن لذوي الإعاقة، ولوحات إرشادية تشرح كل مكونات الطريق وكذلك خدمات تخص الطريق مثل كافيتريا وأنشأنا متحف مفتوح لعرض المكتشفات التي عثر عليها أثناء أعمال الحفائر، وكذلك أنشأنا استراحات للزوار كل 100 متر، وتمت إضاءة الطريق ليلًا والتي تشكل عنصر إبهار ساحر وأوشكنا على الانتهاء من أعمال الإضاءة، ولأول مرة في التاريخ سيتم إضاءة الواجهة الجنوبية لمعبد الكرنك الممثلة في بوابة معبد خونسو والصرح العاشر لمعبد الكرنك.
ويشير محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إلى أن المشروع يمثل تغييرًا لصناعة السياحة الثقافية، حيث تم استقطاع جزء كبير جدًا من الأقصر، والتي تحولت بسببه إلى متحف مفتوح، والذي يتيح للزائرين زيارة معبدي الأقصر والكرنك عبر طريق واحد، وسيكون إضافة كبيرة للسياحة في مصر والعالم كله ينتظره، ونحن في لجنة تسويق السياحة الثقافية نستغل هذا المشروع في إعادة تسليط الضوء على المناطق الأثرية، حيث سيستغل هذا الطريق في إحياء عيد "الأوبت" الذي كان يقيمه المصري القديم على هذا الطريق والذي سيكون حدثًا عالميًا لا يقل عن حدث نقل المومياوات الأثرية والذي ظل حديث العالم حتى الآن.