النيابة العامة تعلن النتائج الأولية لتحقيقات حادث قطار منيا القمح
أعلنت تحقيقات النيابة العامة، برئاسة المستشار حمادة الصاوي النائب العام، النتائج الأولية في تحقيقات حادث قطار 339 بمنيا القمح.
كانت التحقيقات، توصلت إلى تصور مبدئي لوقوع الحادث هو خروج العربتين الخامسة والسادسة من القطار رقم (339) المتوجه من محافظة القاهرة إلى محافظة الدقهلية عن قضبان السكة الحديدية لمسافة نحو ثمانين مترًا، قُبيل وصوله إلى محطة سكة حديد منيا القمح؛ لتجاوز القطار السرعة المقررة -وهي ثمانية كيلو مترات في الساعة- بمنطقة أعمال الإصلاحات والتطوير الجارية في المساحة ما بين محطتي بنها ومنيا القمح، مما أسفر عن إصابة أربعة عشر شخصًا من مستقلي القطار، وأحد العاملين في الإصلاحات.
وكشفت التحقيقات عن بدء أعمال الإصلاحات والتطوير بتلك المنطقة اعتبارًا من تاريخ 16-3-2021 واعتياد سائق القطار 339 المرور بها، وكان آخر مرور له فيها بتاريخ 5-4-2021، وبالرغم من التزام ناظر محطة بنها بوجوب تسليم قائد القطار نموذج "67 حركة" الموضح به المناطق الواجب تهدئة السرعة فيها وبيان السرعات المقررة بها، ومنها وجوب المرور في منطقة الإصلاحات المشار إليها بسرعة لا تجاوز 8 كيلومترات في الساعة، إلا أنه لم يقدمه إلى سائق القطار يومَ الحادث حال توقفه برصيف المحطة، حيث أقر ناظر محطة بنها في التحقيقات بعدم تسليمه سائق القطار النموذج المشار إليه أو تحذيره بوجوب التهدئة خلال مروره بتلك المنطقة، وقد ضبطت النيابة العامة من محطة بنها هذا النموذج موقعًا عليه بتوقيعات منسوبة إلى مساعد سائق القطار وناظر المحطة في محاولة لدرء إخلال المحطة بمسئوليتها عن إخطار السائق وتحذيره.
وأكد كل من مساعد سائق القطار وناظر المحطة في التحقيقات عدم توقيعهما على النموذج، وأثبت تقرير قسم أبحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعي، عدم صحة التوقيعات المنسوبة إليهما فيه.
كما توصلت التحقيقات إلى أنه بالرغم من وضع عامود يسمى "ديسك الخطر" قُبيل منطقة الإصلاحات يُلزِم قائدي القطارات بالتوقف عنده ليستقل القطارَ موظفٌ يسمى “المعداوي” يختص بإرشاد سائق القطار بكيفية المرور بحذر في تلك المنطقة، إلا أن “المعداوي” المذكور لم يكن متواجدًا وقت الحادث كما أقر هو بذلك في التحقيقات، فضلًا عن عدم توقف سائق القطار عند هذا العامود وعدم التزامه بما توجبه اللوائح في حالة تغيب “المعداوي” بضرورة الاستعانة “بمشرف القطار” لإرشاده أثناء المرور بمنطقة الإصلاحات، وتحققت النيابة العامة من خلال معاينة موقع الحادث من تواجد هذا العامود في موضعه.
وأقر سائق القطار في التحقيقات بعدم تشغيله جهاز المكابح والتحكم الآلي ATC بالقطار طوال الرحلة ووقت وقوع الحادث متذرعًا بصدور تعليمات من الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بضرورة غلق هذا الجهاز في مناطق التهدئة التي تشمل مناطق الإصلاحات والتطوير وغيرها؛ لتلافي تأخير مواعيد وصول القطارات، وشهد مدير عام التشغيل على الشبكة بالزقازيق في التحقيقات بعدم صدور تعليمات مكتوبة من الهيئة القومية لسكك حديد مصر حتى تاريخه بضرورة تشغيل هذا الجهاز على خلاف التعليمات الصادرة سلفًا في 8-11-2020 بجواز إيقاف تشغيله بمناطق فك الارتباط التي منها مناطق الإصلاحات والتطوير، وكشفت التحقيقات عن تحكم هذا الجهاز حالَ تشغيله في سرعة القطار آليًّا أثناء مروره بمناطق الإصلاحات والتطوير لوجود أجهزة على طول شريط السكة الحديدية بتلك المناطق ترتبط بهذا الجهاز بإشارات كهربائية تخفض السرعة.
وتوصلت التحقيقات حتى تاريخه إلى أن كل تلك الأخطاء أسفرت عن مرور القطار بمنطقة الإصلاحات والتطوير المشار إليها بسرعة تجاوز السرعة المقررة، مما أدى إلى خروج العربتين من القطار عن قضبان السكة الحديدية ووقع الحادث، وجاري استكمال التحقيقات.