رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

وزير الأوقاف: الإسلام قائم على مراعاة مصالح البلاد والعباد

نشر
 وزير الأوقاف الدكتور
وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الإسلام قائم على مراعاة مصالح البلاد والعباد، ومن خرج عن مكارم الأخلاق خرج على مقتضى الأديان والأخلاق والإنسانية.

وقال وزير الأوقاف في تصريحات اليوم، إن الإسلام قائم على مصالح العباد والبلاد، فحيث يكون الصدق، والوفاء، والأمانة، وصلة الرحم، والجود، والكرم، والنجدة، والشهامة، وكف الأذى عن الناس، وإماطة الأذى عن الطريق، وإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، وكساء العاري، ومداواة المريض، والرحمة بخلق الله، فهذا هو صحيح جميع الأديان السماوية، وهذا هو الفهم الصحيح للدين، وحيث تجد قطيعة الأرحام، والكذب، والغدر، والخيانة، والأنانية، وضيق الأفق، والأذى، والفساد، والإفساد، والتخريب كما تفعل الجماعات الإرهابية والضالة، فهذا يناقض دين الله، ويناقض كل الأديان السماوية، وكل القيم الأخلاقية، وكل المبادئ الإنسانية، فمن خرج عن العدل، والرحمة، والأمانة، ومكارم الأخلاق فقد خرج على مقتضى الأديان، وعلى مقتضى الأخلاق، وعلى مقتضى الإنسانية، وانسلخ إلى شيء آخر لا علاقة له بالإنسانية.

وأضاف: أن قضايا التقليد غلبت على قضايا التجديد لعقود طويلة، وغلبت مناهج الحفظ والتلقين على مناهج الفهم والتفكير وإعمال العقل، وابتلينا بجماعات متطرفة ومتشددة قامت بعملية انتقاء واختيار وتأويل وتفسير يوافق هواها، وأيديولوجيتها النفعية، إضافة إلى من يقفون عند ظواهر النصوص دون فهم مقاصدها، مضيفًا: ومن هنا كانت عناية وزارة الأوقاف بفهم مقاصد الشرع الحنيف، وبخاصة فهم المقاصد القرآنية، والسنة النبوية، وكان نتاج هذا الجهد كتاب: "فهم مقاصد السنة النبوية.. رؤية عصرية" والذي يهدف إلى الوقوف على غاية النص، وهدف النص، ومرمى النص، وفهم النص من خلال إعمال العقل في فهم النص، وقد ابتُدئ الكتاب ببحث هام عن جوهر الإسلام وأهمية فهم مقاصده، مؤكدًا أن الإسلام عدل كله، رحمة كله، سماحة كله، تيسير كله، إنسانية كله.

وتابع قائلًا: إن رمضان شهر العلم، شهر القرآن، وشهر مدارسة القرآن، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ"، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم ): "إذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"، وكل ما جاء في جانب العلم جاء في مطلق العلم، وتجد بعض الناس ربما يفهمون هذه الأحاديث خطأ، أو يضيقون فهمها، فيظنون أنها جاءت فقط في العلوم الشرعية من الفقه، والتفسير، والحديث، لكن انظر إلى حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا" جاءت كلمة علمًا نكرة لتفيد العموم والشمول.

واستكمل: وقوله (صلى الله عليه وسلم): "إذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"، بل عندما قال ربنا سبحانه وتعالى:" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" لم يقل اسألوا أهل الفقه فقط، أو أهل التفسير فقط، أو أهل الحديث فقط، أو علماء الأخلاق فقط، إنما قال:" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ" أي أهل الاختصاص، فنسأل أهل الفقه في الفقه، وأهل التفسير في التفسير، وأهل الطب في الطب، وأهل الهندسة في الهندسة، وأهل الصيدلة في الصيدلة، وعندما قال الحق سبحانه: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " فكلمة درجات لم تخصص بالفقه، أو بالتفسير، أو بالحديث، وإنما شملت كل علم نافع.

وأضاف: أن الآية التي يقول الحق سبحانه فيها: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ "جاءت في سياق الحديث عن الآيات القرآنية يقول سبحانه: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ"، فجاء قوله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" أي أن من يتأملون في الكون وفي خلق الله وفي ملكوت الله يزداد إيمانهم بالله.

عاجل