دبلوماسي أمريكي: من يعرقلون الإصلاح في لبنان يعرضون أنفسهم للعقاب
أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون السياسية، السفير ديفيد هيل، أن الوقت قد حان لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وليس عرقلة تأليفها إلى جانب المضي قدما نحو تنفيذ إصلاحات شاملة تنقذ لبنان من أزماته، محذرا من يعرقلون مسار الإصلاح بأنهم يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها الدوليين ويعرضون أنفسهم للإجراءات العقابية.
جاء ذلك في تصريح صحفي، أدلى به مساعد وزير الخارجية الأمريكي من داخل قصر بعبدا الجمهوري، بعد لقاء عقده مع الرئيس اللبناني ميشال عون، في إطار الزيارة التي يجريها السفير ديفيد هيل إلى لبنان واللقاءات التي يجريها مع القادة والزعماء اللبنانيين.
وقال السفير هيل: إنه حضر إلى لبنان بناء على توجيه من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للتأكيد على التزام إدارة الرئيس جو بايدن بمساعدة الشعب اللبناني، والرغبة المشتركة في الاستقرار والازدهار في لبنان، وأنه التقى خلال زيارته طيلة الأيام الثلاثة الماضية بالعديد من القادة اللبنانيين لمناقشة الأزمة السياسية التي طال أمدها وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف "الشعب اللبناني يعاني. إنه يعاني لأن القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسئولياتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول، ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة. فالناس فقدوا جنى عمرهم، ولم يعد بإمكانهم الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وهم يكافحون من أجل إطعام أسرهم".
وتابع "حينما زرت لبنان في ديسمبر 2019 و أغسطس 2020 سمعت حينها دعوة للتغيير، لا لبس فيها، من قبل لبنانيين من جميع الخلفيات. هذه المطالب هي عالمية كالشفافية والمساءلة ووضع حد للفساد المستشري، وسوء الإدارة الذي تسبب في مثل هذه الصعوبات. لو تمت تلبية هذه المطالب لكان لبنان اليوم على طريق تحقيق إمكاناته الهائلة. ومع ذلك، لم يُحرز حتى الآن سوى تقدّم ضئيل للغاية. إن الأوان لم يفت بعد".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لطالما طالبت قادة لبنان بإبداء مرونة كافية وتشكيل حكومة مستعدة وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري، مشددا على أن الوقت قد حان الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة تأليفها، والبدء في الإصلاح الشامل. مضيفا: "أمريكا والمجتمع الدولي على استعداد للمساعدة، لكن لا يمكن المساعدة دون الشريك اللبناني".
وقال: "وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرّضون أنفسهم للإجراءات العقابية، أما الذين يعملون على تسهيل التقدّم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي".
ونوه بأن تكديس حزب الله لـ "الأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى" يقوّض مؤسسات الدولة اللبنانية الشرعية، ويسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر، مشيرا إلى أن إيران هي التي تغذي وتمول هذا التحدي للدولة والتشويه للحياة السياسية اللبنانية.
وتطرق السفير ديفيد هيل إلى المفاوضات الأمريكية حول برنامج إيران النووي، مشيرا إلى أن العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي مع إيران تصب في مصلحة الولايات المتحدة وفي مصلحة الاستقرار الإقليمي، لكنها لن تكون سوى بداية العمل، حيث سيتم التطرق إلى العناصر الأخرى لسلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، ومشددا على أن أمريكا لن تتخلى عن مصالحها وأصدقائها في لبنان.
وأورد أن "الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات. هذه المفاوضات لديها إمكانية فتح الأبواب أمام فوائد اقتصادية كبيرة للبنان، وهذا أمر بالغ الأهمية على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد. ويمكن، عند الاقتضاء، استقدام خبراء دوليين للمساعدة".