بمليارات الدولارات.. الإعلان عن مشروع ضخم لإعادة إعمار مرفأ بيروت
أعلن وفد ضم ممثلين عن شركات ألمانية، في العاصمة اللبنانية بيروت، عن مشروع ضخم تبلغ قيمته مليارات الدولارات لإعادة إعمار مرفأ بيروت ومحيطه.
انفجار مرفأ بيروت
وألحق انفجار مرفأ بيروت، في أغسطس الماضي، الذي يعد أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم، دماراً هائلاً في المرفأ والأحياء المجاورة، وأسفر عن مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين بجروح.
وتضررت، بشكل هائل، الصوامع الضخمة البالغ ارتفاعها 48 متراً وكانت تتسع لـ120 ألف طن من الحبوب، ولا يزال جانب منها قائما.
منطقة سكنية
وتطمح الخطة إلى إبعاد غالبية أنشطة المرفأ عن وسط المدينة، وتحويل الأجزاء الأكثر تضرراً فيه إلى منطقة سكنية.
وتحدث المسئول في شركة "كوليي ألمانيا" هيرمان شنيل في مؤتمر صحفي ببيروت، عن شقق عائلية بأسعار مقبولة و"مساحات خضراء وبنى تحتية جيدة".
وقال لارس جرينر من شركة "ميناء هامبورج الاستشارية" إن الخطة تهدف إلى تطوير مرفأ بيروت ليكون "ذات مستوى عالمي رفيع".
كما يتضمن المشروع الطموح شواطئ وحديقة عامة، ومن المفترض أن يؤمن حوالى 50 ألف وظيفة.
المحاسبة والشفافية
من جانبه، قال السفير الألماني في بيروت أندرياس كيندل إن "مشروعاً بهذا الحجم.. لا يمكن بناؤه سوى إذا توفرت المحاسبة والشفافية".
وينص المشروع على تأسيس صندوق ترأسه شخصيات مستقلة عالمية لإدارة التمويل الذي يعوّل على البنك الأوروبي للاستثمار وجهات أخرى لتقديمه.
ويرى القائمون على المشروع فيه "خطة لمدينة جديدة" على خطى دول أخرى شهدت تطويراً لمرافئها مثل فيينا وكايب تاون وبلباو.
وتعد هذه المبادرة الخاصة أول خطة ملموسة يتم وضعها للمرفأ بعد الانفجار الذي نجم عن تخزين كميات هائلة من مادة نيترات الأمونيوم لسنوات دون توفير شروط السلامة اللازمة.
مهمة صعبة
ويبدو تنفيذ المشروع "مهمة صعبة" لأن لبنان يشهد منذ صيف 2019 انهياراً اقتصاديا فقدت خلاله الليرة اللبنانية أكثر من 85 % من قيمتها.
وتخلف لبنان في مارس 2020 عن دفع ديونه الخارجية التي تقدر بالمليارات، ثم بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة نهوض تم تعليقها لاحقا بسبب خلافات بين المفاوضين اللبنانيين حول حجم الخسائر وكيفية وضع الإصلاحات قيد التنفيذ.
ويأتي ذلك في ظل غضب شعبي شعبية طبقة سياسية متهمة بالفساد والعجز. وقد استقالت حكومتان خلال بضعة أشهر فيما لم تتمكن القوى السياسية من التوافق على تشكيل حكومة جديدة.
الفساد
وقال المستثمرون الألمان إن الفساد الذي ينهش المؤسسات اللبنانية يشكل عائقاً أساسيا أمام مشروعهم.
وأكد المدير التنفيذي لشركة "ميناء هامبورج الاستشارية" "ما وُضع على الطاولة مدهش.. الشيء الوحيد الذي نحتاجه هو ضمان الشفافية".
وأضاف "نحن لا نحلم، لدينا رؤية واضحة.. لكن إذا لم يتم احترام الشروط المسبقة ولم يُسمح بشفافية كاملة، فلا يمكن أن تنجح".