بعد هاشتاج اتفرج قبل_ما_تحكم
خاص| رد ناري من النقاد على الفنانين الرافضين لإيقاف «الملك»
أثيرت حالة من الجدل الشديد، خلال الأيام الماضية، من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والنقاد الفنيين، عقب طرح صناع مسلسل الملك – كفاح طيبة، الذي يخوض بطولته الفنان عمرو يوسف، البرومو الدعائي الخاص به؛ بسبب التفاصيل التاريخية، وملابس الفنانين وشكلهم التي من المفترض أن ترتبط بهذه الحقبة الزمنية وبالوثائق التاريخية، بجانب الديكورات واللهجة العامية المستخدمة خلال الأحداث.
وظل هذا الجدل، حتى جاء قرر الشركة المنتجة للمسلسل بوقف العمل، بعد يوم من عرض حفل موكب نقل المومياوات الملكية، الذي شهدته مصر على أرضها، أمس السبت، والذي تابعه ملايين المواطنين في مصر والعالم، ليشاهدوا موكبًا تاريخيًا ينقل 18 ملكًا و4 ملكات، وتم نقلهم من المتحف المصري في ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط أمس، والذي شهد نجاحا كبيرا؛ ليخرج بعدها فنانون، ويعلنون تضامنهم مع الفنان عمرو يوسف، ومسلسله "الملك – كفاح طيبة"، مهاجمين السوشيال ميديا والنقاد الفنانين، بحجة أنه لابد من مشاهدة العمل قبل أن يتم الحكم عليه؛ لأنه بذلك يتم القضاء على الفنان "ويقطع عيشه"، مطلقين هاشتاج #اتفرج قبل_ما_تحكم.
لكن يأتي السؤال.. من الذي يملك الحق هم فئة الفنانين أم السوشيال ميديا والنقاد الفنيين المسئولين عن تقييم أعمالهم التي يقدموها؟ وخلال السطور التالية يحاور "مستقبل وطن نيوز" اثنين من كبار النقاد الفنيين المصريين، لمعرفة من الذي يملك الحق؟
طارق الشناوي: قرار الوقف حماية للمسلسلات كلها
قال الفنان طارق الشناوي، إن ما حدث تسبب في ضبابية على كل الأحكام، فإذا استمر تصوير مسلسل "الملك" وعرض في السباق الرمضاني سيحدث مشكلة كبيرة، وعندما توقف أثار غضبًا من الفنانين، لافتًا إلى أنه مع قرار الوقف؛ لأن بهذا القرار سيتم الانتباه للمسلسلات الأخرى والحذر من الوقوع في أخطاء.
وأضاف "الشناوي" البعض يعتقد أن هذا القرار سيأتي سلبًا على الفنانين وباقي الأعمال، ولكن في الحقيقة قرار التأجيل فهو يعد حماية للمسلسلات كلها، مؤكدًا على أنه توجد بعض الأخطاء التي لا نستطيع أن نحكم عليها بعد مشاهدتها كلها، فتبان من عنوانها، خصوصًا وأن "الملك أحمس" قصة تاريخية معروفة.
وأشار طارق إلى أن الجمهور مرسوم في ذهنه بعض التفاصيل التي تخص هذه الفترة الزمنية، بكل تفاصيلها من خلال الأعمال التي رصدتها، وكتب التاريخ، والنقوش على الآثار، فلذلك أصبحت كلها أمور مطلقة ومعروفة لديه، لا نستطيع الآن تغييرها تحت أي مسمى.
ماجدة خير الله: “محسسني إنهم سباكين مش فنانين”
ومن جانبها ردت الناقدة الفنية ماجدة خير الله على هاشتاج #اتفرج قبل_ما_تحكم، الذي أصدره فنانون، قائلة: "حق يراد به باطل"، موضحة بأنه من الطبيعي أن يقول الناقد الفني أو الجمهور رأيه بعدما يشاهد حلقة أو اثنين من العمل، وليس من الشرط أن يروا الـ 30 حلقة حتى يحكموا عليه إذا كان جيدًا أم لا.
وأضافت "خير الله" أن برومو مسلسل "الملك" صناع المسلسل هم من قاموا به، حتى يجذبوا انتباه الجمهور وكمادة تعريفية لما يقدمه هذا العمل ككل، متابعة ساخرة: "الموضوع أشبه بإنك تجبلي عادل إمام لسا طالب في الجامعة أكيد مش هيكون مقبول بالنسبالي".
وأشارت إلى أن هذا العمل تاريخي، عن شخصية حقيقية لملك مصري، له مواصفات مذكورة في كتب التاريخ والآثار المصرية، وكلها تجمع على أنه لم يكن بدقن وشنب أو لون عينيه أخضر، مردفة: "عمرو يوسف أكنه طالع من بيته يمثل"، موضحة بأنه كان من الممكن أن يغير لون بشرته إلى الأسود، ويحلق ذقنه وشعره، ويضع عدسات عينين، إذا أراد أن يقدم هذه الشخصية ومتمسك بها.
وأوضحت ماجدة أن عقيدة المصري القديم هي أن الشعر عبارة عن دنس، معبرة عن غضبها قائلة: "الناس بتحب تعرف تاريخها من الأعمال دي فصناع العمل يا إما كانوا عاوزين يضللوا الناس بالملايين يا إما عاوزينهم يستمروا في جهلهم.. وغير كدا كمان مش حاسين بالغلط ولا بإنهم تسببوا في إهدار الملايين وطالعين يقولوا استنوا للآخر".
وفيما يخص مساندة بعض الفنانين لعمرو يوسف، قالت إن حقوق الصداقة ليست مساندة الصديق في خطأه، ولكن الحقوق هي أن أسكت حتى لا أضعه في موقف محرج أكثر، لافتة إلى أن السوشيال ميديا أصبحت هي الجمهور، والفنانون أنفسهم يعملون على ستخدام السوشيال ميديا نفسها لنجاح أعمالهم، وهم من قالوا إن مسلسل “100 وش” أحسن عمل كوميدي في رمضان الماضي.
ووجهت ماجدة خير الله رسالة للفنانين المعترضين، بحجة أنه سيتم قطع عيشهم: "انت اللي هتقطع عيشك مش السوشيال.. السوشيال ميديا ليها فضل ع ناس كتير جدًا وطلعتهم للنور.. انتوا محسسني إنكم سباكين مش فنانين".